نظمت الرابطة الثقافية، بالتعاون مع المجلس الثقافي للبنان الشمالي، ومركز صلاح الدين للثقافة والإنماء، واتحاد المترجمين العرب،
ندوة حول كتاب “مسيرة التعليم عند العرب: ( بين ماضٍ مشرق… وحاضرٍ أليم… وغدٍ مرتجى)” للدكتور عبد الإله ميقاتي، بحضور مدير عام وزارة الثقافة فيصل طالب، ومدراء وأستاذة جامعات وفعاليات ثقافية وتربوية وإجتماعية.
النشيد الوطني افتتاحاً. فكلمة لرئيس الرابطة الثقافية “أمين عويضة”رأى خلالها أن “هذه الندوة تدعم الحراك الثقافي الطرابلسي، رداً على الصورة القاتمة التي شاعت نتيجة الأحداث الأليمة المتكررةفي مدينتنا، والتي دفعت بالمجتمع المدني إلى رفع صوته عالياً منادياً بجعلها مدينة منزوعة السلاح”.
ودعا إلى رصّ الصفوف وتوحيد الجهود والأهداف بين مكونات المجتمع الفاعلة من أجل نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر، لإنقاذ الشمال وكل لبنان.
أعقبه رئيس مركز صلاح الدين للثقافة والإنماء الدكتور هاشم الأيوبي الذي قال:” في وقت يحاولون فيه تصوير طرابلس كمدينة للرعب، نُصرّ، نحن محبو هذه المدينة،على أن نظهر وجهها الحقيقي، كمدينة للعلم والعلماء. عبر المساهمة في الحراك الثقافي في مدينة الفيحاء”.
ثم تحدث رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي الدكتور نزيه كبارة متناولاً مضمون الكتاب مشيراً إلى أن هذا الكتاب يأتي مكملاً لكتاب د. ميقاتي السابق “فقه النعمة”، مؤكداً على أن التعلّم والتعليم نعمة من نعم الله على الإنسان.
وقال أن:”هذا الكتاب يؤطر لعلاقة تكاملية في عملية التعليم، يمكن أن تستفيد منها مؤسسات التعليم العالي أو مراكز الأبحاث”. مشيراً إلى أن الباحث لديه من الخبرة العملية والنظرية ما يكفي، الأمر الذي انعكس إيجاباً على الموضوعات والأفكار والطروحات الواردة في الكتاب.
ثم كانت كلمة أمين عام اتحاد المترجمين العرب الدكتور بسام بركة جاء فيها:”قد يستغرب المرء، كيف أن مهندساً اختصاصياً بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة من اكتشافات، يعكف على كتابة مؤلّف في أمور لا تمت إلى علمه ولا إلى اختصاصه. فعبد الإله ميقاتي نشر كتاباً في “فقه النعمة” ثم ها هو الآن يصدر كتاباً آخر في التربية والتعلم والتعليم..”.
وتابع: “في حياته، كما في أعماله، كما في مؤلفاته، عبد الإله مؤمن وتقي، بل هو عالم بالفقه، يتدبر القرآن ويعمل به”.
وقال: “الكتاب، كما يبدو من العنوان، يصل، انطلاقاً من الحاضر، ما بين الماضي المشرق والمستقبل المأمول. ونجد فيه أنهيجب على المرء أن يصل الإيمان بالعمل، وأن يسخّر العلم بالعمل. هذا ما نراه يطبق في هذا الكتاب، فموضوعه يقوم على الإهتمام بالتربية الحديثة، والخط الرئيسي الذي ينساب فيه يقوم بالفعل على الجمع بين هذه المواقف الثلاثة: الإيمان بالله، وتحصيل العلم، والعمل انطلاقاً من الشعور الديني، وتسخيراً لآخر ما توصلت إليه العلوم الحديثة من أجل تدبر هذه الحياة الدنيا”.
وختم:” الهدف من هذا الكتاب ليس التغني بأمجاد الماضي،ولا البكاء على مصائب الوضع الراهن، وانما رؤية مستقبلية تقوم على قاعدة الأمر الإلهي ” أفلا يتدبرون القرآن”.
ثم كانت مداخلة للدكتور جان توما رأى خلالها أن “الكاتب ينطلق إلى الغد المرتجى فيطرح سلسة من الحلول التي تسهم في لملمة الإمكانات المتوفرة لنهضة عربية واعدة، مرتكزة على الإيمان والعلم والعقل، مشدداً على دور التكنولوجياً في تطوير العلم، والعمل على تطبيق مفهوم “ثقافة التكوين” في مدارسنا، والإبتعاد عن “ثقافة التلقين”، شارحاً بخبرته، دور المدرسة الأكاديمية والتقنية،على صعيد إعداد النشء الجديد، المزود بالمعرفة والتكنولوجيا اللازمة…”.
وقال: “دعوة الكاتب إلى تجديد أساليب تعليم اللغة العربية، ليس صعباً، إنما المطلوب إرادة جامعة، ولنا، كما يقول الكاتب، في نجاح عدونا في إحياء لغته العبرية الدليل الواضح والفاضح على تقصيرنا”.
وفي الختام، تحدث الدكتور عبد الإله ميقاتي فقال: ما دفعني إلى تأليف هذا الكتاب، هو ما شاهدته وسمعته خلال مشاركتي في مؤتمر القمة الأول للإبداعفي التعليم الذي عقد في الدوحة عام 2009، حيث أشاد المحاضرون جميعاً، ومنهم “إيرينا باكوفا” المديرة العامة لليونيسكو، بدور العرب في نهضة التعليم، زمن عصر الحضارة الإسلامية، ولاحظت فيه الفرق الشاسع بين ما كانفي ذلك الماضي، وما نحن عليه اليوم من تخلف عن ركب الحضارة عموماً، وعن ركب تطور التعليم خصوصاً، ذلك أن العالم يخطو خطوات سريعة في تطوير عملية التعليم وتحديثها بكل ما أتوي من وسائل وأساليب وطرائق.”
وختم:”أستغرب أشد الإستغراب أن تكون الحداثة وثورة التكنولوجياً والإتصالات قد طالت وغزت جميع قطاعات الخدمات والإنتاج والإستهلاك، وبقي التعليم وحده بعيداً كل البعد عن هذه الحداثة، خصوصاً وأن التعليم هو بناء المستقبل. فكيف يكون بناء المستقبل بأدوات الماضي؟.”