حضرات السيدات والسادة
أيها الحفل الكريم
نرحب بدولة الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالدكتور عبد الإله ميقاتي المحترم
حضرات السادة: لقد آلينا على أنفسنا أن نستمر بإقامة معرض الكتاب رغم الظروف الصعبة. إيمانًا منا بانه النافذة التي تطل منها طرابلس على الثقافة والمعرفة. بعيدًا عن أزيز الرصاص وقعقعة السلاح.
فالرابطة أيها السادة هي طائر على شجرة، والشجرة اسمها طرابلس، والغابة اسمها لبنان وأعترف أن الرابطة خلال تاريخها كانت تحاول الخروج إلى الغابة… إلى الثقافة والفكر في فضاء لبنان مع كل حرصها على أن تبقى طرابلس مركز الثقل في الدائرة وهي تعلم أن للمجتمعات أشكالها الخاصة من الجهل والفساد وهذا ويا للأسف هو القاعدة لأن السياسة الجاهلة هي التي تحمي نفسها بجهل الشعب وفساده.
فيحكم المواطن بالفقر والبطالة والارتزاق بعيدًا عما تيسره الثقافة وما يسمح به العلم من رقي على مدارج الحضارة بين قوسين (أوليس هذا واقع الشعوب العربية) فيخرج المواطن بذلك من الحرية إلى العبودية ومن الفكر السليم والانتاح المفيد إلى التسول رازحًا تحت سيطرة الجهل والفقر والمذهبية.
لكن الرابطة الثقافية التي أبدع المخلصون حين أسسوها مرآة للثقافة أملاً بنشر المعرفة وحفاظًا على مجد طرابلس دار العلم ومدينة العلماء وكي تبقى الرابطة الثقافية دائمًا وأبدًا أعمق رؤيا وأصح مسارًا.
أما اليوم ونحن نتماهى عذابًا ورجاءً لأن الإبداع لا يكمن إلا بالمقدرة على إنارة الفكر بنشر الثقافة مع تعداد المراكز الثقافية وهو وعد لم يبصر النور رغم الوعود من رسميين وناشطين سياسيين ورغم معرفتهم التامة أنها لن تكون للأجيال القادمة بغير ذلك حياة بغير يأس. لأن الحياة اليوم في مدينتي ممزوجة باليأس والحزن.. وأسألكم حضرات السادة أوليست الحياة بغير يأس هي طريق الصمود في وجه العجز الآتي من سيطرة القلق ونفاذ الصبر.
وأستودعكم أيها السادة على أمل عودة الحياة الهانئة إلى طرابلس الغالية ولبناننا الحبيب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته