أقيم احتفال خطابي تكريمي للمفكر العربي منح الصلح، بدعوة من اتحاد الكتّاب اللبنانيين، الحركة الثقافية في لبنان، دار نلسن للنشر، المجلس الثقافي بلاد جبيل – المركز الثقافي الإسلامي، الرابطة الثقافية – طرابلس،
الحركة الثقافية – انطلياس، دار الندوة، لقاء الاثنين – كسروان، المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، النادي الثقافي العربي والمنتدى القومي العربي، في دار الندوة – الحمرا، بحضور الرئيس أمين الجميل والرئيس حسين الحسيني ورياض غنام ممثلاً الرئيس نبيه بري وممثل عن رئيس الحكومة تمام سلام أمين فرشوخ , ممثل عن الرئيس سليم الحص , النائب محمد قباني , النائب السابق بهاء الدين عيتاني, الوزير السابق كرم كرم, الوزير السابق بشارة مرهج, ونقيب الصحافة محمد البعلبكي, النائب السابق حبيب صادق, د معن بشور, المناضل الاردني ليث شبيلات , سمير شركس, وحشد من الهيئات الثقافية والفعاليات.
بداية قدّم اللقاء هادي الصلح مرحّبا بالحضور.
ثم ألقى الدكتور وجيه فانوس كلمة اتحاد الكتاب اللبنانيين وقال: «يبقى الصلح هو أبداً البيك في حق وعن جدارة وامتياز في زمن تصاغرت فيه الألقاب والإقطاعية وهزلت… البيك الداعية إلى الأبرز من الميثاق الوطني وصحة تطبيقه». وأعلن العمل على إقامة
ورشة عمل متخصصة تشمل لبنان لإعادة كرّة التحية مرة أخرى للصلح بأوراق أكاديمية تتناول رؤاه الفكرية ورؤيته السياسية. ومن ثم كانت كلمة رئيس الحركة الثقافية في انطلياس د عصام خليفة وتحدث الدكتور غازي قهوجي بإسم الحركة الثقافية في لبنان وقال: «المعلم في فن الحديث والحوار الذي سار طيلة الوقت، ولا يزال، عكس مجرى النهر وصولاً إلى المنابع وهو لم يكن يوماً من مدمني الانتظار عن المصبات… الرجل العروبي، المفكر الموسوعي، كان له الأثر الواضح في الفكر القومي».
وتكلم النائب السابق بشارة مرهج بإسم دار الندوة قال: «منح الصلح كنز من كنوز الثقافة العربية، فضيلته الأساسية أنه مفكر طليعي وهبه الله عقلاً فريداً من الصعب أن يتكرر في جيل واحد… هو عالم من أهل العلم ينافس المتخصصين في ميادين تخصصهم، مفطور على النقد يخشاه القريب والبعيد كما يخشاه العدو والصديق. إذا غاب عن اللقاء فإن غيابه لا يلغي حضوره، وإنما يجعله أحياناً موجوداً بصورة يسهل وعيها ويصعب تفسيرها».
والقى رئيس الرابطة الثقافية الزميل رامز الفري كلمة جاء فيها:
اسعد الله اوقاتكم,
ايها السيدات والسادة , ايها الحفل الكريم
القيادة مسؤولية, فان كانت في زمن التحولات العاصفة, والتغييرات والتبدلات الكبرى في المجتمع والسلطة, كانت جمرة لاهبة تحرق وتكوي وتؤلم, الا انها شرف للانسان ان يعطي وان يحضر في الزمان, وان يدفع نحو الخير والفضيلة والعدالة.
سعداء نحن ان نشارك باسم الرابطة الثقافية , من قلب طرابلس النابض بالعروبة والوطنية , في حفل تكريم مرجع متألق من مراجع الحياة الفكرية والثقافية في لبنان والعالمي العربي والاسلامي .
في حفل تكريم مفكر وشاهد ورمز، ما انفك يوماً عن الدفاع عن سلطة الكلمة وقيم الافكار,
منح الصلح فقيه في السياسة، أستاذ في الأدب، ضليع في التاريخ، مبدع في الصحافة نجم المنتديات الثقافية و الفكرية والسياسية بلا منازع .
تسمع رأيه في الأوضاع الدولية تلقاه مطلعا على أدق الأمور . تسمع رأيه في الشؤون العربية تجده خبيرا لا يشق له غبار . تتطرق إلى بلد من البلدان فيحدثك كأهله عارفا بأحزابه وسلطاته وعائلاته متبحرا في علاقاته وسياساته.
تسأله عن الشؤون اللبنانية يدهشك بمعلوماته عن الاجتماع اللبناني وتكوين المدن والبلدات واختصاصاتها وامتيازاتها. تجرأ وقل له عكار أو بشري أو طرابلس أو النبطية تراه يسبقك إلى عائلاتها وأدبائها ومشاهيرها وخصائصها ومغتربيها وينابيعها ومقاهيها وفنادقها وحتى خصوماتها الداخلية تلك التي مع الجوار.
موجود في النوادي الأدبية والحركات السياسية والثقافية تأسيسا وتوجيها.
لوّن الحياة السياسية بالأدب والمعرفة، أسبغ عليها جمالا ورقيا وأنقذها من جفاف العبارة ورتابة النص..
منح الصلح , صاحب الاراء المحلية والعربية والدولية , يرى ان الامة العربية نجحت في فترات واخفقت في فترات اخرى, لكنها كانت تتجه الوجهة الصحيحة رغم المأسي التي حصلت في بعض البلدان العربية , ولا احد ينظر الى الانسان العربي وقلبه على لبنان وفلسطين مثل منح الصلح.
ايها الحفل الكريم,
في الختام اود ان اشكر شركاؤنا من الهيئات والمؤسسات الثقافية اللبنانية على حفل التكريم هذا , فان تعاون المؤسسات الثقافية في لبنان , ليس خيارا لها تقوم به وتؤديه , بل هو واجب تشعر به جميع المؤسسات الثقافية وضرورة بالغة من اجل الحفاظ على القدرة على استمرار العطاء وتوسيع ساحاته وتنمية مجالاته, ونامل ان يكون هذا الحفل نموذجا للتعاون والتنسيق بيننا في المستقبل لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
عشتم, عاش لبنان , والسلام عليكم
وألقى كلمة «دار نلسن» سليمان بختي وقال: «هو مفكر يراهن على الأمل». وأشار إلى لجوئه إلى السخرية للوقوف على مسافة واحدة من الصديق والعدو. ثم قدّم لوحة بريشة الفنان أمين الباشا للصلح.
ألقى الدكتور توفيق صفير كلمة المجلس الثقافي لبلاد جبيل قائلاً: «لم يكن يوماً بلبلاً في قفص هو نسر في فضاء، هو أنشودة حرية، هو صوت ضمير، هو للإنسان كل الإنسان، هو للإنسانية جمعاء». وتوجه إلى الصلح قائلاً: أبعد الإحباط عنك. نعم إنك حزين لما يحصل للعرب، لإخواننا في العروبة، لا تحزن، فما كتبته وما علّمته وما ناقشت به سيبقى.
وتحدث عمر فاضل باسم النادي الثقافي العربي فقال: لو أن مؤسسة ما عملت على إصدار كتابات الصلح ومطالعاته في كتاب جامع، فلكان أخذ مكانه في صدارة المكتبة اللبنانية العربية، وكان مرجعاً، وبالأخص للأجيال الجديدة.
ثم تحدث حكمت حنين ممثلا لقاء الاثنين في كسروان وقال: فكر رؤيوي رائد صاف، وصفاء ذهن ورجاحة عقل واتزان أفكار واعتدال مواقف، إذ يعرض رأيه الصريح الجريء من دون أن ينال من كرامة الآخر حتى لو كان خصماً.
وألقى الدكتور شفيق البقاعي كلمة المجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجاء في كلمته: إنه الوجه البيروتي العريق، الرجل العلماني المنفتح على الآخر المتحرر من قيود الجمود والانعزال، المفكر والعروبي ورجل النهضة وصاحب الميثاق، المثقف الموسوعي.
ثم وجّه الدكتور عمر مسيكة ممثل المركز الثقافي الإسلامي تحية للصلح الذي كان رئيساً لمجلس أمناء المركز وكان له دوراً ممتازاً في خدمته.
ورأى رئيس «المنتدى القومي العربي» الدكتور محمد المجذوب أن «من مزايا مفكرنا التزام الفضائل والخصال القومية والإنسانية، مثل رفض فكرة العنف والتعصب الطائفي أو المذهبي، والدعوة إلى الحوار البناء».
واستعاد الدكتور ميشال جحا معرفته بالصلح: «في الجامعة الاميركية ومطعم فيصل كان دائما حيث يلتقي كبار رجال الأدب والسياسة والعروبة والمتنورين، وحدث عن الظرف والتنكيت والقفشات وتدبير المقالب وحدّث عن المودات».
أما كلمة آل الصلح فقد ألقاها هشام الصلح شقيق المكرّم الذي اعتذر عن حضوره بداعي الوضع الصحي وشكر الهيئات الداعية إلى التكريم على خطوتها في تقدير مفكر أمضى حياته في خدمة العروبة والوطن.
واختتم اللقاء بتقديم درع تكريمي بأسم الهيئات الثقافية الداعية للتكريم إلى هشام الصلح ممثلاً شقيقه منح.