أقامت منظمة دنيا_للتنمية_المستدامة بالتعاون مع الرابطة الثقافية في طرابلس، ندوة بعنوان “
معالجة النفايات المنزلية الصلبة – واقع طرابلس وتجربة صيدا”، حاضر فيها كل من رئيس قسم الصحة والبيئة في الجامعة اللبنانية ورئيس لجنة البيئة في المجلس_البلدي الدكتور جلال حلواني، ومؤسس شركة IBC-SAL ومصنع معالجة وتدوير النفايات الصلبة في صيدا المهندس حمزة مغربي، بحضور محمد كمال زيادة ممثلاً وزير العدل أشرف ريفي، رئيس بلدية طرابلس المهندس عامر الطيب الرافعي، الدكتور خلدون الشريف، رئيس رابطة المخاتير ربيع مراد، عضو المجلس البلدي الدكتور محمد شمسين، رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري وحشد من الفعاليات والنشطاء والمختصين.
افتتحت الندوة بالنشيد الوطني والترحيب بالحاضرين ثم كانت كلمة لرئيسة المنظمة ناريمان الشمعة أعلنت فيها بأن هذه الندوة هي نواة لوضع خطة عمل باتجاه تحركات جدية ضاغطة تساهم بإيجاد حلول مستدامة لأزمة النفايات، والدفع بالمشاريع ذات الأولوية الإنمائية والبيئية والصحية إلى الواجهة لتنفيذها.
وتحدث حلواني عن واقع مكب النفايات في طرابلس موضحاً آثاره السلبية الحالية على البيئة والإنسان حيث أن معدل وزن النفايات اليومي يقارب الـ 350 طناً، وهي تُرمى بما يُسمى المكب العشوائي أي دون أية معالجة، مخلفة بذلك الغازات الحيوية المسببة للحرائق والعصارة الشديدة السمية التي تصب في مجرى نهر أبو علي ومنها إلى البحر ملوثة البيئة البحرية بما فيها الأسماك في المنطقة.
لافتاً إلى أن المكب كان قد جرى تأهيله عام 2010 عبر بناء حوائط دعم واستحداث 18 بئراً وشبكات لشفط وحرق ما نسبته 40% إلى 50% من الغاز الحيوي، وأقنية للتعامل مع العصارة ولكن جميعها متوقفة عن العمل منذ عامين، وقد تجاوز ارتفاع المكب الـ 30 متراً، وهو الحد الأقصى المسموح به هندسياً، موشكاً على الانهيار بسبب العوامل الجوية والطبيعية.
أما مغربي فقد حذر أيضاً من العصارة الناتجة عن النفايات حيث أنها ذات تأثير بعيد المدى على الأجيال القادمة من خلال تأثيرها على تركيب الحمض النووي للإنسان.
وشرح مغربي تجربته في إنشاء معمل معالجة وإدارة النفايات في صيدا والصعوبات التي واجهته وخاصة من النواحي الإدارية، مبدياً استعداده لإنشاء مصنع مماثل في طرابلس وبتقنيات حديثة ومتطورة عن تلك التي استخدمت في صيدا، خلال 18 شهراً، فيما لو أعطيت له كافة الموافقات والتراخيص مسبقاً.
كما بيّن عمليات الفرز للمواد العضوية والغير عضوية ومهام المفاعل البيولوجي وقدرته على انتاج السماد العضوي وعملية استخراج غاز الميثان بطريقة التخمير اللاهوائي لتوليد طاقة كهربائية بمقدار 2 ميغاوات كافية لتشغيل المصنع وتزويد الشبكة الرئيسة في المنطقة المحيطة بـ #الكهرباء.
إضافة إلى عمليات تدوير مخلفات #البلاستيك لإنتاج البلاستيك الخام المستخدم كحجر بناء ورصف الأرصفة، موضحاً إمكانية إنشاء مصانع مكملة لإعادة تدوير #الورق و#الزجاج و#الحديد لكي يكون الفاقد صفر ويتم الاستغناء عن المطامر .
لافتاً إلى أهمية الشراكة مع أهل المدينة بملكية المصنع بنسبة لا تقل عن 20% على أن تزاد سنوياً ليكون المواطن شريك فاعل حريص على نجاح المشروع، مؤكداً أن تكلفة مصنع صيدا لم تتجاوز الـ 40 مليون دولار كثمن للمعدات والأرض.
وأعلن الرافعي في مداخلة له عن خطة يضعها بالتعاون مع حلواني لمواجهة مشكلة النفايات سيبدأ العمل بها خلال 2016 وتحتاج عامين لإنجازها، دون التطرق لتفاصيلها.
ودار نقاش بين الحضور والمحاضرين تم فيها عرض العديد من التوصيات.