نظم “ملتقى الجمعيات الأهلية” في طرابلس، بالتعاون مع “الرابطة الثقافية”، ندوة بعنوان “القدس تجمعنا
“، تحدث فيها كل من مطران عكار وتوابعها وزحلة للروم الارثوذكس باسيليوس منصور، مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني اسعد السحمراني، ضمن فاعليات معرض القرطاسية والأشغال اليدوية.
حضر الندوة حشد من الفاعليات والشخصيات تقدمهم ممثل الرئيس نجيب ميقاتي مقبل مالك، والعلماء: صفوان الزعبي، زياد عبد الغني، علي السحمراني، كمال عجم، رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري، المحامي مصطفى عجم، عضو مجلس إدارة الاوقاف الدكتور باسم عساف، رئيس اتحاد جمعيات وفعاليات الشمال محمد طرابلسي، وممثلون عن المؤتمر الشعبي اللبناني وحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وحركة فتح والاحزاب والفصائل الفلسطينية، وحشد من رؤساء الجمعيات الأهلية والكشفية وابناء طرابلس والشمال.
افتتحت الندوة بالنشيد الوطني، وألقى زهير الصوفي كلمة ملتقى الجمعيات، مشددا “على أهمية إعادة تصويب البوصلة العربية نحو فلسطين والمقدسات”، داعيا الى “مواجهة مشاريع تهويد القدس والعمل لتحرير كل التراب الفلسطيني”.
وقال المطران منصور في مداخلته: “إن لم تعد القدس وفلسطين الى أهلها، سيعاني العالم من شرور كبيرة، فاليهود يعتبرون كل الآخرين من “الغوييم” الذين يستحقون كل الضرب والقتل والتدمير، لأن اليهود ليس عندهم رحمة وموقفهم معاد للمسلمين والمسيحيين”.
أضاف: “القدس عربية النشأة والتاريخ وأول من سكنها هم اليبوسيون العرب الذين بنوا القدس وحصنوها”.
وأشار الى أن “القدس مهوى قلوب المؤمنين من المسيحيين، حيث مشى فيها المسيح والرسل وفيها القديسون والشهداء، وكان المسيحيون يأتونها من كل مكان رغم مشاق الطريق وما يتعرضون له خلال سفرهم”.
وأكد أن “العربي المسلم الشريف أقرب الينا من المسيحي الأميركي، فقد عشنا معا وصنعنا الحضارة العربية سويا، وهكذا هو موقف المسلم العربي من المسيحي العربي”.
وذكر بما قاله البطريرك الياس الرابع في مؤتمر إسلامي عالمي في مكة المكرمة “أناشدكم أن تدعموني اليوم في قضيتي الأولى التي هي قضية فلسطين وفي قلبها القدس”.
وختم: “القدس قضية كل المظلومين في العالم، ولا يجوز التنازل عن القدس في أي تسوية ولأي سبب كان”، رافضا “وضعها تحت الوصاية الدويلة”.
من جهته، لفت أسعد السحمراني الى “ضرورة إحياء ذكرى إحراق المسجد الأقصى في المساجد والكنائس”، مشيرا الى أن “القدس وما حولها من الأرض المباركة تضم بين جنباتها المسلمين والمسيحيين، فهي حاضنة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وفيها مساجد وكنائس وأديرة وأوقاف ومقابر للمسلمين والمسيحيين”.
وقال: “إن ما تضمنته العهدة التي أعطاها الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب لمسيحيي القدس يوم إستلم مفاتيحها من البطريرك صفرينوس تشكل نصا تأسيسيا للعلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وقد تضمنت اتفاقا بعدم إقامة يهود في القدس”.
وذكر بما تضمنه البيان الصادر عن المؤتمر العلمائي الموسع المنعقد في القاهرة بدعوة من الأزهر الشريف عام 2002 بأن “قضية تحرير فلسطين من الإغتصاب الصهيوني وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، هي قضية وطنية وقومية واسلامية، وهي قضية عادلة إنسانية بالنسبة لكل الشرفاء الذين يدافعون عن التحرر الوطني وحق تقرير المصير”.
وحذر من “السكوت على عمليات تهويد القدس ومصادرة الأراضي والممتلكات وأماكن العبادة والأوقاف الخاصة بالمسلمين والمسيحيين، فالعدو يسعى لبناء كنيس على قسم من أرض المسجد الأقصى بين المصلى المرواني وباب الرحمة”.
وأعتبر أن “تصاعد مستويات العدوان العنصري الصهيوني ليس دليلا على القوة، فالقوي لا يبني جدارا عازلا حول القدس هربا من بطولات الفدائيين والمقاومين”.
وأشار الى عدد من المتغيرات أهمها “وصول رقم الدول المعترفة بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الى 136 دولة ومنها الفاتيكان و21 دولة من دول الاتحاد الاوروبي من أصل 28 بالإضافة لبرلمان الاتحاد الاوروبي”.
وختم: “إن تحرير القدس وفلسطين واجب ديني وقومي ووطني، لذلك يقتضي استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتضامن العربي ومواجهة كل دعوات الإنقسام والتفرقة بين المسلمين والتزام خيار المقاومة بكل الوسائل المتاحة، وتطبيق ميثاق الدفاع العربي المشترك وتعزيز انطلاقة القوة العسكرية العربية المشتركة، وتفعيل دور لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس في منظمة التعاون الإسلامي بما يساعد على دعم صمود المرابطين في القدس وفلسطين”.
وفي الختام كانت جولة على المشاركين في المعرض