نظم “لقاء الصوت المدني” في طرابلس ندوة مع الصحفي علي الامين ومدير موقع “جنوبية”
في مركز الرابطة الثقافية بعنوان “الحراك المدني وتحديات أزمة الرئاسة”، يوم الخميس. حضر الندوة القاضي نبيل صاري، رئيس بلدية طرابلس الأسبق رشيد جمالي، رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري، العميد ماجد عيد، رئيس جمعية الفكر والحياة صالح حامد، الفنان عمران ياسين وحشد من الفعاليات الاجتماعية والسياسية والاعلامية والمهتمين.
بداية رحب رئيس “لقاء الصوت المدني” في طرابلس الاستاذ سامر دبليز بالصحفي علي الأمين في مدينة طرابلس، وفي مركز الرابطة الثقافية، مشيداً به لما يمثله من صاحب رأي حر ورؤية صحفية مشهود لها، والتي كان لها بصمة في الحراك المدني الذي شهده لبنان مؤخراً، ثم أشار إلى أن “لقاء الصوت المدني” في طرابلس سوف ينظم عدة لقاءات مستقبلية تتناول كافة القضايا الإنمائية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، واعدا بأن هذه اللقاءات سوف يكون لها ثمرة في الحياة الاجتماعية وعلى مستوى الحراك المدني.
ثم ترك الكلام للصحفي علي الامين، الذي استهل بدوره اللقاء بشكر منظمي اللقاء على اتاحة الفرصة له ليحاضر في طرابلس وفي “الرابطة الثقافية”هذا الصرح الطرابلسي والشمالي الذي لعب دورا مميزاً في الماضي ومايزال، في إظهار الوجه الحقيقي والحضاري لمدينة طرابلس خاصة والشمال عامة.
ثم تكلم عن الحراك المدني ودوره الذي بدأ من ملف مطلبي وهو ملف النفايات، قائلا أن الحراك المدني استطاع أن يجعل ملف النفيات من الأولوية المطروحة أمام الطبقة السياسية لايجاد الحلول السريعة والمناسبة له، وهذه هي النتيجة الأولى التي أظهرها هذا الحراك.
وتابع: بالمقابل أظهر الحراك الارباك والتفاجؤ الذي برز لدى الطبقة السياسية من مدى تجاوب الشارع معه، خاصة وأن هذه الطبقة كان لديها ثقة بأنها قادرة على الأمساك بأي حراك، وأن تحكم قبضتها على الشارع في ظل الانقسام السياسي السائد في البلد والصراع الطائفي ومبدأ المحاصصة في التعاطي بالملفات المطلبية المطروحة في اي ملف وعند اي استحقاق يمر به البلد.
ثم قال: إن الحراك المدني الذي شهده لبنان أثبت أن هناك حاجة لكلمة أو لموقف أو لجهة بأن تقول “الشعب يريد دولة” بل قادرة بأن تقول ذلك.
وأشار: بأن ميزة هذا الحراك هي “أن أكثر الناشطين أو النافيذين فيه هم من الشباب وهم الفئة الغالبة، ولا شك أن هذه الفئة لم تكن تتوقع أن تحركها بشأن ملف النفايات سيلاقي هذا التجاوب من الشعب اللبناني بمختلف طوائفه واتجاهاته السياسية، والناس عندما تفاعلات مع الحراك ليس من أجل فلان بل من أجل قضية مطلبية محقة، وبالتالي فإن ذلك يبرر ويوضح الخطأ الذي شاب هذا التحرك خاصة وأنه ليس هناك رؤية، وليس هناك مقدرة على قيادة هذا الحراك لم يكن هناك أحد قادر على ذلك.
وأضاف نحن في “شؤون جنوبية” أقمنا عدة لقاءات لنقيّم هذا الحراك، وأنا أؤكد لكم بأن الحراك في تطور، وأدرك الشباب القيمين عليه لكثير من الخلل والقصور الذي شابه، وهم اعترفوا بأنهم قصروا في تطوير هذا الحراك، كما أن هناك حوارا جديا بين ممثلي الحراك المدني، وأنا أرى بأن هناك عقلانية وتواضع في الطروحات والخطط المستقبلية، اعتقد أن هذا الحراك مفتوح على نواحي أيجابية في المستقبل، وأقول هذا الحراك سيحقق نتائج مهمة على طريق الاصلاح في المستقبل إذا كان له خطوات مدروسة ومتأنية.
وتابع، إن هذا الحراك ربما كان نموذجا للربيع العربي الذي لديه رغبة لا بل إرادة للتغيير، لكن المسارات التي ذهب إليها الربيع العربي تؤكد إلى أي مدى قدرة الأنظامة على إحباط هذه التحركات، إما عبر قمعها أو بتطييفها أو بدفعها إلى العسكرة، وهذه تجربية في العالم العربي يجب أن يستفيد منها الحراك المدني في لبنان ويجب أن يقرأ سلبياتها وايجابياتها. جرأة مسار الربيع العربي.
وربما كان ذلك وراء رفع شعارات كبيرة في لبنان مثل اسقاط النظام وهي بعيدة عن الملفات المطلبية، واذا اعتبرنا أن هذا الحراك هو وجه من أوجه التغير في لبنان، فأقول أن التغيير ليس عملية سريعة ولا يمكن أن يتم بالعنف أو بالعمل المسلح، بل هو عمل متراكم يتم بعمل ديقراطي .
وأردف: إن هذا الحراك أمام توسع حركته أصبح يهدد التركيبة السياسية الموجودة في لبنان، وأكبر دليل ما شهدناه من تواطئ وتكاتف وتحالف في وجه الحراك، من كل الأطراف والطبقة السياسية التي تمسك بزمام الأمور في لبنان لإجهاضه، لأنه يهدد نفوذها، ويلغي منظومة المحاصصة التي يتمسكون بها ولا يقبلون بالتخلي عنها لأنها تؤمن استمرارية لوجودهم، والمحاصصة هي منظومة متحكم بها إما زعماء طوائف أو مجموعات مالية ممسكة أو مواقع محورية اقتصادية أو جهات مرتبطة بوجودها ونفوذها بالخارج، وكشفت الأيام بأن منظومة المحاصصة هذه قد أوصلت البلد إلى مرحلة من الانهيار حتى بات الشعب اللبناني في حالة من اليأس بمستقبل قائم على دولة القانون والكفاءة والانتاجية والحداثة، وبات اللبنانيون مقتنعون بأن هذه التركيبة السياسية غير قادرة على إخراج البلد من هذا التعطيل وأبرزه الملف الرئاسي وشغوره.
ندوة طرابلس
وتابع: لكن هذا النمط وهذا الأسلوب الذي وجدناه في الحراك المدني وهو السبيل الوحيد لاحداث خرق في نظام المحاصصة هذا، وهو النافذة والمدخل لإيجاد وفتح مساحة جديدة لبنانية خارج العنوان والاصطفافات الطائفية والمذهبية التي كانت دائما عنصرا معطلا ومدمراً في بنيان الكيان اللبنانية.
وتابع: الأهم بأن هذا الحراك قد أطلق إشارة بأن هناك فئة لبنانية تريد أن تذهب إلى محطة جديدة بالتعاطي مع الملفات المطلبية لدفعها نحو الاتجاه الصحيح، اتجاه فيه أمل بأن هذا الحراك لديه القدرة على تحقيق انجازات كبيرة في أماكن أخرى خارج الملف المطلبي، بل على مستوى الدولة اذا كان هناك استثمار صحيح واستراتجية مدروسة لهذا الحراك.
وفي موضوع التداعيات الرئاسية أشار: انطلاقاً مما سبق حول المنظومة السياسية القائمة على المحاصصة التي أدخلت البلاد في نفق التعطيل والتهميش، وبتنا ننتظر قرار الخارج، وأن لا أقول ان الطرف هذا يعطل البلد والمؤسسات الدستورية وغيرها، أو أن الطرف الآخر هو من يعطل، أو لا يقبل بأي تسوية، بل أقول بأن الدول الاقليمية المرتبطين بها هي التي تقرر، وفي ظل التخبط الحاصل ،لم ينتج هذا الصراع رؤية أو اتفاقات حقيقة بعد، حتى نقول أنه تبلور اتفاق أو اتفاق أو أي تسوية لتنعكس على لبنان، كما أن هناك مقولة تؤكد ما أقول ، وفرضية المرشحين الأربعة وحتمية أن تكون الرئاسة لديهم بزريعة أن لديهم التمثيل الحقيقي والأقوى في الطرف المسيحين، قياساً لما يمثله الصف السني والشيعي أن من يمثلهم هو الأقوى العنوان المسيحي او الدور للمرحلة الحالية والمقبلة يفترض ان يقوم على اساس مهمة محوريه هي الاستثمار في الحل في الصراع السني والشيعي وليس الاستثمار في الانخراط في هذه الفتنة وهذا العنوان الأقوى لمرشح الرئاسة للمرحلة المقبلة للبنان ويمهد لدور مسيحي ولبناني في المنطقة العربية.
في الخلاصة ختم الأمين ان الرئاسة وان كانت تبدو في الظاهر اليوم ان عناصر الحل والتعطيل داخلية، فيجب الاقرار ان صحة هذا الواقع تستند الى ارادة خارجية تفرضها التوازنات الخارجية وسلم اولوياتها السوري واليمني وغيرهما في اعطاء الدور الداخلي اللبناني مساحة مهمة لانجاز الاستحقاق الرئاسي او تعطيله.