في لحظة لبنانية وعربية واقليمية بالغة الحساسية والتعقيد حطت القضية الفلسطينية
انطلاقا من حظر الكنيست الصهيوني رفع الآذان في مساجد فلسطين، حطت رحالها في مدينة طرابلس التي كان لها قصب السبق بين شقيقاتها المدن والعواصم العربية في التصدي لقضية حظر الآذان بوصفها نقطة تحول مفصلية في عملية تهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية.
جاء ذلك من خلال اللقاء/المهرجان الذي نظمته “هيئة التضامن مع مآذن القدس وفلسطين” تحت عنوان “طرابلس الفيحاء تنتصر لمآذن وأجراس فلسطين” بالتعاون مع “الرابطة الثقافية” في طربلس، وذلك بحضور الدكتور عبد الإله ميقاتي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي ممثل أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري عزمي حداد الشيخ شادي الشيخ ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار والمونسنيور الياس البستاني ممثلا المطران ادوارد حداد والرئيس السابق للمحاكم الشرعية الشيخ ناصر الصالح وقاضي شرع طرابلس الشيخ سمير كمال الدين والمنسنيور بولس القطريب ومنسق “هيئة التضامن” شربل شلهوب ورئيس الرابطة الثقافية رامز فري وممثلين عن الوزراء والنواب السادة سمير الجسر فيصل كرامي جان عبيد روبير فاضل مصطفى علوش وعدد من اساتذة الجامعة اللبنانية والقاضي نبيل صاري والدكتور خلدون الشريف والاعلامي علي شندب وممثلين عن الجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع وحشد من الفعاليات الطرابلسية إلى ممثلي منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية.
النشيد الوطني ثم دقيقة صمت لأرواح شهداء فلسطين.
الفري
بعد كلمة ترحيب من الحاج سليم علوش افتتح رئيس الرابطة الثقافية رامز فري اللقاء بكلمة قال فيها السادة ممثلي أصحاب الدولة و المعالي والسيادة والسماحة، السادة ممثلي الهيئات الاقتصادية والنقابية والبلدية والاختيارية، السادة ممثلي الهيئات الثقافية و الاجتماعية والإعلامية، الاخوة ممثلي الفصائل الفلسطينية في الشمال. أيها الحضور الكريم
نشكركم على مشاركتكم في هذا اللقاء التشاوري رفضا للقرار الحاقد من قبل العدو الصهيوني بمنع الاذان في القدس وفلسطين , تزامننا وللأسف مع توتر إقليمي ودولي حاد وازمات مصيرية تعصف بالمنطقة العربية وشعوبها .
وبالرغم من كل الصعاب والاحباطات التي تعصف بنا من كل حدب وصوب كان لابد من موقف صادق وجريئ , يصدر من قلب طرابلس النابض بالعروبة والوطنية , من قلب طرابلس الفيحاء الذي احتضن القضية الفلسطينية وأهلها منذ عهود وسنيين
أيها الحضور الكريم لااريد الاطالة عليكم ساترك الكلمة الى منسق هيئة التضامن مع ماذن القدس وفلسطين الأستاذ شربل شلهوب فاليتفضل
شلهوب
منسق “هيئة التضامن مع مآذن القدس وفلسطين” شربل شلهوب اعتبر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تألو وسيلة من أجل حظر الآذان وإخراس الصلاة إما عبر “قانون المؤذن” أو عبر قانون “منع الضوضاء” أو عبر استفزازات وتعديات سافرة على المساجد والمصلين والأئمة والخطباء. كما أن حظر الآذان هو خطوة حاسمة ومفصلية في عملية تهويد القدس وفلسطين، وفي اتجاه تحويل فلسطين دولة يهودية صافية خالية من الرسالات السماوية الأخرى.
وتطرق إلى أن الهيئة قررت إطلاق مروحة من الاتصالات مع المرجعيات اللبنانية بغية تحويل هذا الأمر إلى قضية إسلامية ومسيحية وإنسانية لمنع تهويد فلسطين منتقدا الصمت العربي والإسلامي، منبها الكنيسة الغربية الصامتة هي الأخرى، إلى أن قرار إخراس المآذن سوف يطال أجراس الكنائس لاحقا.
وحيا شلهوب طرابلس كونها اول حاضرة عربية تتصدى لقضية تهويد القدس وفلسطين وإخراس المآذن فيها.
ثم عرض فيلم عن رفع الأذان في أحد كنائس القدس.
كمال الدين
وبعد ذلك تحدث القاضي الشيخ سمير كمال الدين معتبرا إن ما جرى من وقاحة إسرائيل إنما ترك أثرا نتيجة ردة فعل الكنائس التي فرغت هذه المؤامرة من معناها. و إنه يجب أن لا نحيد عن قضية فلسطين كما لا يجب أن تكون في الوقت عينه للتجارة وحيث لا بد لمضمون وعنوان بديلين.
وذكر بما كانت عليه ردة الفعل مع النكبة الفلسطينية عربيا وأنه لو لم تكن الأمة على هذا القدر من الانحطاط لما تجرأ الإسرائيلي على فعلته .
وأثنى على أداء الكنائس في الأرض المحتلة الذي أفرغ القرار الإثم وأشار إلى ضرورة التضامن .
القطريب
المونسنيور بولس القطريب ألقى بدوره كلمة توقف فيها عند ضرورة توحيد الجهود من أجل دعم فلسطين. وأكد أن منطقة الشمال كيان واحد على كل ما هو إيجابي ولكن واقعيين أن مشكلة فلسطين ليست سهلة في ظل التشتت العربي وفق مطلب صهيوني واحد وتوجه يستهدف المسيحية والإسلام فيما نحن نمزق بعضنا البعض.
ودعا بمرجعية واحدة توفر احتياجات مدننا انطلاقا من طرابلس. وأشار إلى توحيد اللجان من أجل فلسطين وعدم تشتيت العمل مؤكدا على مركزية القضية الفلسطينية، وان نركز على هدفنا بعودة فلسطين إلى مراجعها الأساسية.
البستاني
ثم ألقى المونسنيور الياس بستاني كلمة المطران أدوار ضاهر وأعطى شهادة حياة إذ أنه عايش هذا النظام الظالم. وقال ان الصهيونية العالمية يعيشون بالتدرج كل القرارات التي اتخذها حكماء صهيون بدء من تعميم الفوضى بين كل الشعوب. وشرح لمعاناة المناطق المحتلة واكتساح المستوطنات في ظلم موصوف وحيث ان كل إنسان لا يجاريهم يحكم بالحبس أو بالنفي . وحذر من محاولات تفكيك كل الدول العربية وانه علينا أن نعي القهر الذي يمارسه الصهاينة فمنع الأذان اعتداء على الإنسان والدين سائلا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ملاحظا صمتا كبيرا في ظل مسعى لهدم الإنسانية. ودعا البستاني ختاما إلى وحدة إنسانية جامعة.
صاري
القاضي نبيل صاري رأى أننا جميعا معنييون بالأمر وانا خسرنا لما أضعنا البوصلة وقضية فلسطين. مسجلا الموقف الذي اتخذته الكنائس، وتمنى أن نعي المؤامرة الكبيرة في ظل المحاولة الدائمة لهدم المسجد الأقصى مشددا على العودة للاهتمام بالقضية المركزية الفلسطينية.
الشريف
المستشار خلدون الشريف رأى وقبل الحديث عن عدو غاشم فلنمنع بناء سور عين الحلوة. وعلينا ومن واجبنا أن نحصن ساحاتنا بأن فلسطين لنا وان الأنظمة قابلة للتغيير ولكن الشعوب العربية لبعضها البعض . ومن يقتل شعبه شعبه سيقتله وقد آن الأوان أن نعترف انا عزمنا وعلينا أن نبني لننتصر، مشيرا إلى ان اسرائيل تنفذ خطة وضعتها منذ مئات السنين وعلينا أن نعي كيف نواجه الشر في الداخل وفي فلسطين.
الموعد
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بسام موعد إعتبر أن فلسطين ليست قضية الفلسطينين وحسب، ولا تقع مسؤولية إعادتها على فصيل بعينه، ولا كل الفصائل ولا الدول، إنها قضية الأمة جمعاء، وعليها حشد الطاقات وتجنيد المقدرات لإعادتها، لأنها معركة الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي ضد الباطل الصهيوني، والذي وصفه الله بأنه الأكثر نفيرا، وإن كان يؤلمنا النزيف العربي على حطام الدنيا كما يؤلم القدس، إلاّ أنه علينا العمل على نصرة الحق في فلسطين، كما تحتضن كنائس فلسطين آذان مساجدها.
كما كانت مداخلات لكل من سعيد العويك، نبيل زغلول، بهية الحسن، محمد الحزوري، وقصيدتين للشاعرين سعد الدين شلق وزين الدين ديب. في ختام اللقاء رفعت توصيات إلى الهيئة لاستكمال التحرك اللبناني والعربي رفضا لسياسة كتم المآذن وتحصين لموقف الكنائس والبيوتات المسيحية في فلسطين المحتلة التي تضامنت مع المآذن.