الرابطة الثقافية تشارك في لقاء الهيئات الثقافية بمبادرة من “التقدمي” في بعقلين.

بدعوة من مفوضية الثقافة في الحزب التقدمي الاشتراكي ومنتدى الفكر التقدمي التقت في المكتبة الوطنية في بعقلين،

نخبة من الشخصيات الثقافية والفكرية والفنية والابداعية وأكثر من 75 جمعية وهيئة ومجلس ونادي ثقافي من مختلف المناطق اللبنانية، لمناقشة شؤون الثقافة وهموم الجمعيات والعقبات والصعوبات التي تواجهها.
افتتح اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني وبكلمة ترحيبية من مدير المكتبة الوطنية غازي صعب الذي وضع المجتمعين بما تقوم به المكتبة من أنشطة ثقافية ومكتبية وبحثية، ثم كانت جلسة أولى أدارها وليد الداهوك من منتدى الفكر التقدمي وعرضت فيها ثلاث أوراق عمل من النادي الثقافي العربي والمجلس الثقافي لبلاد جبيل ومنتدى صور الثقافي.
استهل فادي تميم بإسم النادي الثقافي العربي كلمته بالتنويه بمكانة المكتبة الوطنية في بعقلين وما تقوم به من نشاطات ابداعيه، وأشار الى “أهمية هذا القاء من اجل استكمال النضال الفكري والثقافي وتطوعنا في هذا المسار من اجل حفاظنا على لبنان الذي نريد”.
وقال: “وجودكم وسام شرف نعلقه على صدورنا، نحن أبناء مدرسة المعلم كمال جنبلاط. ان ما تقومون به هو الرسالة الحقيقية للبنان، لبنان منارة الثقافة والرقي والحضارة ، لبنان وطن الحرية والديمقراطية، ومن هنا نقول الى من يمارس القمع ان الكيان اللبناني سوف يلفظهم”.

ودعا الى:
– تفعيل دور الدولة في مختلف الصعد حيث نلاحظ غياب المعارض والنشاطات الثقافية .
– حث الجهات المتمولة لدعم الهيئات الثقافية في نشاطاتها المحتملة ، نظرا للتقصير الذي نلاحظه بهذا الخصوص.
– اشرك المرأة والشباب في الأندية والجمعيات الثقافية ، حيث نلاحظ غياب دور الشباب والمرأة في الحقل الثقافي اللبناني .
– التنسيق بين الجمعيات والهيئات الثقافية المختلفة في لبنان .
صفير
وعرض بإسم المجلس الثقافي لبلاد جبيل توفيق صفير موجزاً عن نشاط المجلس الذي انطلق عام 1965، والذي يعمل على تجذير ذاته مرجعا ثقافيا بعيدا عن السياسات الضيقة ساعيا لتعزيز ثقافة الحوار وقبول الاخر وتعمق الانتماء الوطني في لبنان .
ورأى ان التحرر الثقافي يلزمه تحرر اقتصادي وان النضال الوطني مرتبط بالنضال المطلبي. ودعا الى السعي الجدي من اجل خلق شرايين ثقافية توطد العلاقة ما بين الهيئات الثقافية والناس، العمل على تحرير المرأة واشراكها في الحياة الثقافية، العمل على إيلاء الشباب دورا عملانيا، التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بوعي ومسؤولية للاستفادة منها والحذر من مخاطرها، والعمل على احياء تجمع الهيئات الثقافية في لبنان .
الفران
الدكتور ناصر الفران عرض باسم منتدى صور الثقافي بعض التوصيات واستعرض العقبات التي تواجه عملهم، مستعرضا بعض الأنشطة التي يقوم بها المنتدى الذي تأسس سنة 1994، ومنها كدورات تعليم لغات ودورات تقوية للطلاب وآخري مهنية، بالإضافة الى استضافة العديد من الهيئات السياسية اللبنانية في فريقي 8 و 14، وهيئات فلسطينية، والمبادرة الوطنية لإعطاء الجنسية للمرأة لأطفالها وعائلتها تعزيزا مكانتها في المجتمع ومن واقع دورنا اللا طائفي ولا حزبي، نرى انه من الضرورة القيام بعدة خطوات لتحسين الوضع الثقافي في لبنان وهي:
– تفعيل دور وزارة الثقافة اكثر
– تقييم وضع الجامعة اللبنانية ودورها وهيكلها كونها تخرج مئات المثقفين والمبدعين.

وبعد نقاش مستفيض لأوراق العمل والمقترحات، عقدت جلسة ثانية أدارها صعب باسم مفوضية الثقافة، واستعرض فيها رئيس الرابطة الثقافية في طرابلس الاستاذ رامز الفري
السادة مفوضية الثقافة في الحزب التقدمي الاشتراكي وفي منتدى الفكر التقدمي , السادة الزملاء رؤساء الهيئات الثقافية والفنية ايها الحضور الكريم
بالنسبة للواقع الثقافي في مدينة العلم والعلماء طرابلس فهو يتصف بالغزارة على صعيد الكم والإنتاج مقارنة بالمراحل السابقة من خلال الأنشطة والندوات والمؤتمرات والمعارض وغيرها

فطرابلس والشمال كانت منطلقا للتأثير الثقافي في مختلف أرجاء المنطقة العربية، ونشير هنا الى بداية مبدعي المسرح مع امثال نزار ميقاتي وبرهان ياسين ورفيق الرفاعي الذين خرجوا مجموعة هائلة من الفنانين أغنوا بدورهم شاشات السينما المصرية في بداياتها. ومن المسرح الى السينما مع جورج نصر وفي مختلف الميادين الابداعية كالشعر والادب هناك اعلام ورواد شماليون آخرون”.

ولكن الان ان حالة الثقافة في مدينة طرابلس الفيحاء كحال بعض قطاعات الفيحاء، تعاني ما تعانيه
فبعض الهيئات الثقافية تعيش استراحة المحارب في زمن صارت الثقافة صناعة وإعلاما واخبارا ومتابعة.
لم يعد ميدان الثقافة يقوم على المتطوعين والملتزمين فكريا، بل صارت برامج الثقافة تقوم على التفرغ لبرمجة موسمية محددة، وبات لزاما لنجاحها ضمان الاستمرار والتذكير والتشديد على الحضور عبر البريد الالكتروني، والرسائل النصية على الخلوي وغيرها من وسائل الاتصال، ما يعني ضرورة رفد العمل التطوعي بتمويل يفي بالحاجات الأساسية والملحة لنجاح أي مشروع ثقافي”.

ومن هنا لابد من ضرورة تصدي المجتمع المدني لهذا الانحسار الذي يجب معالجة ذيوله لاطلاق عجلة الثقافة والفكر في المدينة، وهذا يستدعي تعاونا جديَّا بين الهيئات الأهلية لتظهير خطة عمل ثقافي، فصلية أو سنوية، ما يتيح حرية التحرك لهذه الهيئات، تمويلا وتنفيذا، من أجل بهاء هوية مدن الفيحاء واستعادة دورها الريادي في الثقافة والفنون.

اما بالنسبة لكيفية تعزيز الحركة الثقافية بشكل عام
خاصة بعد ضمورها في بعض الاحيان فهي مدخلا لتساؤلات عديدة ومحزنة في آن.
فطبعا الحداثة والتطور التكنولوجي قد فعل فعله في بادىء الامر من بعض الضرر في الاقبال على ما هو تثقيفي حيث التجأ الناس الى التلفاز وثم الكومبيوتر والانترنت، والاطفال انهمكوا بألعاب الفيديو كوسيلة وحيدة للتسلية تحد من الابداع و الخيال عند الناشئة كما اثبتت الكثير من الابحاث.
. ولكن بالرغم من كل التطورات المتسارعة بقي بعض الإعلام الى حد ما بوسائله وأشكاله المختلفة، لم يهمل الاهتمام بالجانب الثقافي والفكري. كما ان وزارة الثقافة مشكورة تقوم بما تستطيع من ادوار معنوية و مادية كحفظ الحقوق المادية للمؤلفين والمبدعين ورعاية الأنشطة الثقافية وغيرها

الا ان المسؤولية الكبرى في تعزيز الحركة الثقافية تقع على عاتق الأدباء والمثقفين في رفع مستوى الإنتاج الأدبي كما و نوعا، اضافة الى تماهي الموضوعات المطروحة مع المجتمع المعاصر ومتطلباته، فبهذه الطريقة يكون لهذه الاعمال حضور اكبر ووقع ايجابي عند الجمهور”.
ونؤكد “ان الثقافة، هي هوية شعب وبصمته في التاريخ وشهادة الامم على رقيه وتحضره وشهادته لنفسه على فرادته و تميزه. فهي ليست ترفا يمارس في الصالونات المغلقة مع وجبة خفيفة،
لذالك ندعو للخروج والالتحام مع الجمهور ورفع مستوى ذوقه وليس الانخفاض به كما حصل في الاونة الاخيرة حيث حاول ان يتقرب الفنان والاديب من الشارع ليحاكي الواقع، فاذا بالكثير منهم يقع بالاسفاف و تدني المستوى”.

واخيرا الثقافة لا تنحصر فقط في الإبداع الفكري بالشكل المتعارف عليه، انما هي اشمل من ذلك بكثير فهي تعتبر خلاصة كل الموروثات الاجتماعية و السياسية والاقتصادية لشعب ما قلابد من الحفاظ على ثقافتنا وهويتنا ولغتنا بشتى الطرق والوسائل والاساليب المشروعة

سيف
أمين عام الحركة الثقافية انطلياس الدكتور أنطوان سيف أكد على أهمية الحفاظ على حرية التعبير وعلى استقلالية الجمعيات من أي تأثير حزبي وفئوي، استعرض بعض الأنشطة التي تقوم بها الحركة وأشار الى واقعها المالي، داعيا الدولة الى توفير الدعم لهذه الجمعيات التي تشكل ميزة لبنان.

بيان الهيئات الثقافية
ثم تلا بعد ذلك الدكتور عبدالله رزق نائب رئيس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي البيان الختامي باسم الجمعيات:
في يوم الثامن والعشرين من شهر آب عام 2018 عقدت الهيئات الثقافية الموقعة ورشة عمل في المكتبة الوطنية – بعقلين، بدعوة من مفوضية الثقافة في الحزب التقدمي الاشتراكي ومنتدى الفكر التقدمي، مبادرة منهما إلى تكريم هيئات ثقافية وفنية عاملة بنشاط وفعالية على الصعيد الوطني. كما ناقشت الهيئات المجتمعة الوضع الوطني والثقافي المأزم، وبنتيجة التداول في الرأي أصدرت على إصدار البيان التالي:
انطلاقاً من المسلّمات الإنسانية، والتزاماً بالقضايا الوطنية، وأخذاً بمفهوم المواطنة وحرية الفرد والمجتمع، وإقراراً بالتنوع والتعددية والحوار الديمقراطي وبشرعة حقوق الإنسان، ونبذاً للعصبيات الطائفية والمذهبية والعرقية، وحفاظاً على أسباب الحياة الكريمة والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، تؤكّد الهيئات المجتمعة على:
1- تفعيل التعاون والتنسيق فيما بينها، في نشاطات تستهدف التركيز على القضايا والهموم الوطنية والثقافية، عبر دفع الوعي الثقافي العام إلى القيام بدوره المطلوب والملح في هذه الفترة العصيبة من حياة الوطن؛ وتهيب بالمواطنين كل المواطنين، التحلّي بأرفع درجات الوعي واليقظة والتحصُّن بالوحدة الوطنية، والحرص على الاستقرار العام دفعاً للمخاطر والتحديات، وإسهاماً في وضع السلطة المعنية أمام مسؤولياتها الوطنية الملحّة في إيجاد المخارج اللازمة من الأزمة الوطنية القائمة، والعمل على بناء الدولة المدنية، التي تحفظ حقوق المواطنين وتعزز الحرية والديمقراطية وتحقق الإصلاح المنشود في مؤسسات الدولة وتؤكد سيادة القانون.
2- مطالبة مؤسسات الدولة وخاصة وزارة الثقافة بالالتزام العملي للدفاع دائما عن حرية التعبير للأفراد والمؤسسات الخاصة، وإيلاء هموم وقضايا الثقافة والفنون الاهتمام اللازم عبر حماية الأثار اللبنانية، والتراث اللبناني، الفكري والأدبي والفني (موسيقي ومسرح وفنون تشكيلية وسينمائية)، واحترام وتعزيز نشاطات الهيئات الثقافية وتقديم الدعم المالي والتنظيمي لها، والعمل على عقد مؤتمرات ثقافية تعالج أوضاع الهيئات الثقافية، والنقابات الفنية لدعم وتطوير الدراما اللبنانية في السينما والتلفزيون، ومعالجة أزمة المسرح اللبناني، الذي كان واجهة العمل الثقافي والفني (وإنشاء مسرح وطني في بيروت) وتفعيل العمل الثقافي البلدي، وتشجيع إقامة المعارض التشكيلية، وتعزيز دور النشر والكتابة بتحسين الدعم لمعارض الكتب والمهرجانات الفنية (ذات الطابع الثقافي)، واحتضان المواهب اللبنانية التي تشكّل أيقونات لبنان الثقافة والإبداع.
3- تؤكّد الهيئات المجتمعة على التواصل والتكاتف لتحقيق المطالب المطروحة والمستجدة بفعل التطور التكنولوجي الهائل والذي يتطلب الرعاية اللازمة لانتقال هيئاتنا إلى رحابه الواسعة.
4- إن الهيئات مجتمعة إذ تعتبر الجامعة اللبنانية:
– المجسدة للهوية الثقافية للشعب اللبناني
– والمؤسسة التي تؤمن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية المستدامة للشباب.
– والعاملة من أجل إعداد مواطنين ذوي مهارات عالية
– والمطورة والمحسنة لسائر حلقات التعليم المدرسي
وإذ تسجل هيئاتنا الثقافية مع الأسف:
1- وجود ممارسات فئوية، في هذه المؤسسة.
2- الابتعاد عن تطبيق القانون وتعطيل القيادة الجامعية، ومحاولات تهديد الحريات الأكاديمية، ورفض مبدأ المساءلة، الأمر الذي يهدد الاستقلال الذاتي الحقيقي للجامعة.
3- محاولة تعطيل مسار العدالة في مسألة حسم وضعية مسؤولين أساسيين في الجامعة.
لذلك تدعو إلى رفع اليد عن الجامعة اللبنانية واستعادة استقلاليتها، وتطبيق الأنظمة والقوانين الراعية للحياة الأكاديمية وتطويرها، والحفاظ على الحريات الأكاديمية المنصوص عنها في الشرعة العالمية للتعليم العالي وشرعة هيئات التدريس، المقرة من قبل اليونيسكو والموقع عليها من قبل الحكومة اللبنانية، ورفض ملاحقة القيادات الأكاديمية والنقابية التي أثبتت إخلاصها للجامعة والوطن عبر تاريخها النضالي الطويل، وعدم التدخل الحزبي والسياسي في ممارسات هيئاتها الأكاديمية والإدارية وتعييناتها الواجبة على كل الصعد.
تلى الاجتماع احتفال تكريمي لعدد من الجمعيات الثقافية والفنية الرائدة، وأمسية غنائية لكورال الفيحاء بقيادة المايسترو بركيف تاسلكيان.

اترك تعليقاً