أقام المنتدى الثقافي في الضنية وبالتعاون مع الرابطة الثقافية بطرابلس ندوة أدبية بمناسبة صدور ديوان للشاعر
أحمد يوسف أمين عام المنتدى بعنوان”على حافة الوقت والمستحيل”.
وحضر الندوة في قاعة المؤتمرات في الرابطة الثقافية الوزير السابق اشرف ريفي ممثلا بأحمد جوحر، مدير داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في الشمال جوزيف قزي، عزيز كرم ممثلا حركة اليسار الديمقراطي، رئيس بلدية بخعون- الضنية زياد جمال، مديرة كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الثالث الدكتورة جاكلين ايوب منصور، رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري، منسق تيار المستقبل في الضنية الاستاذ نظيم الحايك، ت رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، رئيس رابطة الجامعيين غسان حسامي، ممثل جمعية الوفاق الثقافية الاستاذ وسيم صيادي وحشد من الأدباء والشعراء والأساتذة الجامعيين.
في الإفتتاح النشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء الجيش وقوى الأمن الداخلي ضحايا العمل الإرهابي الذي شهدته طرابلس ليلة عيد الفطر.
هاشم
وقدّم الشاعر عبد الفتاح هاشم للندوة بكلمة تحدث فيها عن سيرة الشاعر أحمد يوسف ونتاجه الشعري.
الحلوة
وتحدث الناقد و أمين عام الإتحاد الفلسفي العربي الدكتور مصطفى الحلوة فقال: سبعة وثلاثون نصا على مدى مائة وعشر صفحات تتوزعها بضعة فنون شعرية تشغل التأملات والخواطر المساحة الأكثر إتساعا يلي ذلك وصف للطبيعة وباب المناسبات بين مدح ورثاء وإحتفاليات إضافة إلى الوطنيات والغزل تحدد إنتماء الديوان بنائيا فهو منضو إلى الشعر العمودي غذ توسل شاعرنا عشرة بحور خليلية وعمد في بعض القصائد إلى التصرف بالتفاعيل عبر عملية توزيع جديدة تخرج البحر عن سكّته الكلاسيكية كم دون الإخلال بالوزن والإيقاع.
أضاف: ثمة حضور طاغ لإطروحات فكرية تأملية تشارف حدود الفلسفة تجد صداها لدى كوكبة من الشعراء الذين جنحوا إلى الفلسفة وكانت لهم في رحابها صولات وجولات، ناهيك عن ترددات إيديولوجية تأخذنا إلى شاعر ملتزم تعلن عن نفسها ولاسيما في باب الوطنيات، إلى كل ذلك فثمة حضور غائم للشاعر خليل حاوي.
وبعد ان تناول سمات القصائد وعناوينها ومضامينها يقول: هو الشاعر المسافر في الزمن عبر بدايات وعودة ونهاية بل هي ملحمة العمر ليتكشّف من خلالها ما يدور في خلده وما يشف عن وجدانه فيشارف شاعرنا حدود الفلسفة وهو يعبر مراحل ثلاثا، بدايات وعودة ونهاية هي السفر في الزمن إلى البعيد البعيد، عبر بحور شعرية وفرها الشاعر لديوانهن فكانت بمنزلة مراكب ملائمة مريحة راعت بل زاوجت بين مضامين القصائد وبين الأوزان المعتمدةن ذلك ان للبحور الخليلية فلسفتها لا يدركها إلآ الراسخون في علم العروض وشاعرنا في عدادهم.
السمروط
ثم تحدثت الأديبة واستاذة اللغة الفرنسية في الجامعة اللبنانية الدكتورة غادة السمروط فقالت: عندما وصع احمد يوسف عبارة” على حافة الوقت والمستحيل” عنوانا لديوانه لم يكن يدري أنه وضعنا امام خيارين متناقضين: الأول يتوجه إلى العقل يتحداه يدعوه للغوص فيه ويذهب به إلى رسم شكل للوقت وربما للمستحيل أيضا وإلى الوقوف على حافتها، ويأخذه بالتالي إلى قلق يعيشه جراء هذا التفكر بهما. والثاني يتوجه إلى احاسيسنا تطرب في صورة مسائية تصاعد فيها الطفولة هبات، وتروح العصافير تتلو إنشودة النعاس حيث يأخذ الشاعر بالهزيان على صفحة ماء وردية حين الشمس لحظة ركونها إلأى النوم تسرّح سريرها بخيوط من ذهب.
أضافت:اكثر ما يأخذك في هذا الديوان هو هاجس الوقت ومروره السريع وتأثير ذلك على الشاعر، وليس الوقت مكانا ولا أدات، ونرى الشاعر يسير ببطء، يتمهّل يعبّ حينا ويقلق حينا آخر يأخذ طريقا متعرجا حينا ومستقيما حينا آخر،علّه يختبىء في فيىئ صخرة فلا يراه الوقت ويروح في شدو قصيدة على حافة المطلق والفرح.
وتابعت:يهرب الشاعر من الوقت الأرضي إلى الوقت الشعري او إلى زمن القصيدةن هو يعي جيدا انه لا يمكن فصل الذات عن بعدها الزمني وان الحياة مجموعة ايام لذلك يلجأ إلى وقت شعري يخرج عبره ولو لومضة من سجن الدائرة الزمانية المكانية ليدخل في عالم لا وقت فيه بعيد عن الأعداد والكائنات.
ساسين
وتحدث رئيس منتدى طرابلس الشعري المحامي والشاعر شوقي ساسين فقال: لا اعرف من اين تسرب إلى شعره هذا الشجن لكن بوسعي ان أؤكد لكم انه لو أجرى يراعته على سجية حبرها لأضافت عفوا ما يؤمن به: ان القصيدة وحدها لن تغادر ولن تزول ولن تمضي ولن يرتّل الموت في أبياتها، بل سيسجد صاغرا وأقيم الدليل على إينانه هذا من الديوان نفسه في قصيدته “سفر الشهادة”.
وتابع: الديوان عبق بلوحات أسلسها تلك الأناشيد التي تغنّى فيها بالضنية وأهلها وبلداتها ودورها واللغة وتراثها، غناء يدل على عمق إنتمائه إلى الأصالة عشقا ومحتدا. احمد يوسف يطارد المستحيل بالعلاقات التي يحاول نسجها بين المفردات حتى ليجد القارىء ان بعض المعاني التي ينبض بها الديوان فيها من الغرابة ما يشبه المستحيلن محاولات شعرية يهدف عبرها كل شاعر إلى إبتداع جديد.
وختم: يقيني ان التفريق بين الشاعر وشعره مستحيل ولم تكن تكف أويقات قلائل لتكتمل شهادتي الواحدة فيكما معا فأنت يا صديقي صياد الهنيهات وحابسها في اقفاص الكلام ايها المجبول بلطف الشعرفخليق بك ان تظل دائما كما انت واقفا على حافة الوقت مطاردا للمستحيل .
يوسف
والقى الشاعر احمد يوسف كلمة شكر فيها المتحدثين والحضور ووزع ديوانه ووقعه للراغبين.