لابد من ساعة للرحيل, سنة الله في خلقه, نتقبلها راضين ونحن نودع علما من اعلام طرابلس الفيحاء , رحمك الله ايها المربي الفقيه الدكتور نزيه كبارة الذي ماذكرناه يوما الا واستعدنا الماضي بأبهى صوره, ماضي رجل عظيم تجلت صفاته الكريمة في ميادين متعددة, في التعليم والادارة والعمل الاجتماعي والانساني والثقافي والفكري والادبي والاكاديمي .
ومازالت الصورة ماثلة امام ناظري منذ خمسة وعشرون عاما وكنت يومئذ طالبا في كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية الفرع الثالث في طرابلس, صورة الاستاذ الذي يخاطب طلابه بنبرة الحريص على أبنائه وعلى مستقبلهم, ولا زلت أذكر نظرته الثاقبة التي تتجاوز الحاضر وترشدنا لمواقع الغد الذي اكتشفناه باكرا بفضله.
أحتار هنا كيف استطيع وبأسطر قليلة أن أتناول سيرة علم من أعلام طرابلس أغنى الحياة الفكرية والثقافية والتربوية وله في كل ميدان صولات وجولات, فهو في الأدب فارس الكلمة وخطيب المنابر وأستاذ اللغة الذي تخرج على يديه رعيل من المعلمين أغنوا مدارس طرابلس والشمال , وهو في الفكر السياسي والحقوقي باحث ومفكر تشهد له المواقع الاكاديمية والجامعية والسياسية والتربوية .
لك الله أيها الراحل الكبير , يا من أدخرت لمساعدة الناس عزيمتك وارسيت قواعد المشاريع الثقافية والادبية والاجتماعية بتنورك وبصيرتك ورؤيتك الواسعة, تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان وجزاك الله عنا كل جزاء .
كلمة وفاء لرجل العلم والثقافة
الراحل الدكتور نزيه كبارة
كتب: رئيس الرابطة الثقافية الصحافي د. رامز الفري
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.