اكد رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي المحامي حسن بيان ، ان تكريم القائد الراحل الدكتور عبدالمجيد الرافعي لا يكون الا باستحضار دوره في القضايا السياسية والوطنية والقومية التي انغمس فيها ، وبقي يواكبها حتى الرمق الاخير من حياته ، من حرصه على الحزب الذي اوصى بحمايته برموش العيون وحماية شرعيته التي كانت متلازمة لشخصيته طيلة حياته ، الى قضايا لبنان الوطنية ، قضايا التغيير واقامة النظام الوطني الديموقراطي ، الذي يعاد بناؤه على انقاض نظام الطائفية السياسية واسقاط كل منظومة الفساد السلطوي التي اوصلت البلاد الى الانهيار والعباد الى الافقار ، واضاف :
ان الدكتور عبد المجيد الرافعي الذي نحيي الذكرى الخامسة لرحيله ، نحييها ونحن على عهد المبادىء الذي يقبض عليها رفاقه من لبنان الى ابعد نقطة في الوطن العربي. وهذا البقاء على العهد هو الذي جعل البعث عصياً على الاجتثاث ، وعصياً على الردة والتخريب ،وعصياً على كل من ينال من وحدته التنظيمية وموقعه النضالي. والحزب الذي كان رفيقنا العزيز احد رموزه القيادية وطنياً وقومياً ، هو اليوم في الموقع النضالي الذي تنخرط فيه قوى التغيير من اجل اسقاط نظام المحاصصة الطائفية ، واقامة نظام المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص. وهو كما عهده صاحب الذكرى ، لم يغادر الساحات والميادين في مشهدية الانتفاضة الشعبية ، ومارس ويمارس الدور الذي ينسجم مع قناعاته ورؤيته في كل معاركه النضالية،
وحول ما يجري اليوم من تآمر مكشوف على الامة العربية ، قال المحامي بيان :
على الجميع ان يدرك ان الاسترتيجية التي تعتمدها اميركا تجاه المنطقة العربية ، تقوم على تشكيل نظام اقليمي جديد تكون” اسرائيل”وايران وتركيا واثيوبيا من بوابة الامن المائي من اركانه. فبالامس ، وقعت اميركا مع الكيان الصهيوني ، اعلاناً مشركاً سمته “اعلان القدس” ، وغداً ستوقع مع ايران اتفاقاً مماثلاً على خلفية الموقف من الملف النووي ، وبعدها ستوقع اتفاقاً مع تركيا ، وقس على ذلك من اتفاقات ثنائية مع دول الاقليم المتاخمة للوطن العربي ،تمهيداً للاعلان عن قيام النظام الاقليمي الجديد تحت مسمى الشرق الاوسط الجديد، وان العودة للجماهير لخوض معارك التحرير كما التغيير ، هو السبيل الوحيد الذي يكبح اتجاهات التطبيع ويئد مشروع التفريس ويسقط مخطط التتريك. وعندها لاتعود اميركا لتجد من متكئٍ اقليمي تسند اليه في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة .
وقائع الحفل ——
كلام المحامي بيان جاء خلال الحفل الذي اقامه حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي لمناسبة مرور الذكرى الخامسة لرحيل القائد الراحل الدكتور عبدالمجيد الرافعي ، صبيحة يوم الاحد ١٧/٧ في الرابطة الثقافية بطرابلس بحضور عائلة الراحل الكبير وممثلين عن المقاومة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية يتقدمهم النائب جميل عبود والنائب السابق الدكتور مصطفى علوش وممثلي النواب اللواء اشرف ريفي وكريم كبارة وايهاب مطر ورئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق والسفير خالد زيادة ورئيس الاتحاد العمالي العام في الشمال النقيب شادي السيد وممثل نقيب الصحافة اللبنانية المستشار احمد درويش وشخصيات وفعاليات طرابلسية ومخاتير وحشود شعبية من مختلف مناطق المدينة ،
وقد بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت على روح شهداء الامة العربية والعراق وفلسطين ، ثم النشيدين اللبناني والفلسطيني ليتولى الكلام عضو قيادة جبهة التحرير العربية في الشمال -الرفيق ابراهيم بهلول
—————الذي حيا في كلمته القائد الراحل الذي زرع فينا الحب لطرابلس ولبنان والعروبة وفلسطين وفي القلب غصة ، ان عراق الشموخ ، عراق صدام حسين وعزة الدوري ، ما زال ينتظر الحرية والتحرير ، ليعود الى امته حراً عربياً واحدا موحّداً ، وسيعود العراق .
ليعطي الكلام الى رئيس الرابطة الثقافية في طرابلس
- الدكتور رامز الفري قال:
تداهمنا الذكرى الخامسة لرحيل طبيب الفقراء المناضل العروبي ،النائب السابق ،ابن البلد الدكتور عبد المجيد الرافعي طيّب الله ثراه .تداهمنا كوجعٍ إضافي ،كخوفٍ ملحق بسنيننا العجاف ،بوباء ارهق وأزهق ارواح الكثير وخاصة الفقراء الذي أحبهم “حكيم طرابلس”. تداهمنا الذكرى الحزينة بإفلاس خزينة ،بفساد وإفساد ، بحرب حقيقية تجري رحاها على بوابة الرغيف ،وعلى التماس هلال ضوء الشمعة بعد ان صارت الإضاءة ترف الاغنياء ،لذلك نفتقدك اليوم كثيرا يا نصير المعذبين المقهورين ،
نفتقد إصرارك على التصدي لأية معضلة ،نقف اليوم امامها مخذولون لا طاقة لنا بها ولا قوة على تحملها ،
الذكرى الخامسة ياحامل حقيبة الدواء على مدار الساعة بين المرضى وبين الوجع حيث بات الدواء حُلُم اليقظة وأمل يرتجى ولكن ليس من هذا الزمن الرديء الذي ضاعت به الشهامة وارتحلت الكرامة وحلّت انظمة الغابة وحكمتنا المخالب والآلام الجسام .يا حامل هموم الناس ومكفكف دمعة القهر عن خد طفل ورجل قهرته الظروف وإمرأة تئن من فقدان لبن اطفالها .
اما معظم المشافي فأضحت فنادق خمس نجوم لمن يملك الاصفر الرنّان والأخضر المستدان والمواطن بين المطرقة والسندان .
..نعم ،داهمتنا الذكرى الخامسة لسفرك خارج الوطن والمدينة التي احبتك واحببتها كعاشقين
وذاكرة المدينة الوفية منتعشة لا يطالها الخرف بل تذكرك بوجدانها منذ تخرجك من جامعات لوزان وانت الطبيب المداوم في المستشفى الاسلامي الخيري في مبناه القديم / التل
الى عيادة الفقراء في السرايا العتيقة حيث مئات المرضى يخضعون لكشف وتشخيص ودواء دون اي مقابل او أجر ، فأجرك على الله ياحامل هموم مدينة العطاء والوفاء ، أبعدوكَ عن مرتع طفولتك وصباك ورجولتك ولكنك عُدْتَ مع اسراب الطيور التي حنّت لفضاء الفيحاء الى انْ استرد الله امانة الحياة وهذه سُنّة الله في خلقه .تاريخك ناصع بالجهاد والنضال في سبيل الشعوب المغلوب على أمرها من الفقر والقهر .
في ذكرى رحيلك نستمطر على روحك الطاهرة شآبيب الرحمات ونفتقد الرجال في وقت عزّ فيه الرجال .
وطرابلس لن تنسى الاوفياء
الاخ مصطفى ابو حرب
————الذي حيا صاحب الذكرى الباقي فينا فكراً وممارسةً ورفاق درب يعلون النضال باتجاه كل متغطرس عبر المشروع الصهيو- اميركي ، واضاف : ويسألوننا لماذا نحتفل بذكرى القائد عبدالمجيد وانا الفلسطيني الحزين على فراق الرجال في زمن عزّ فيه الرجال، غير ان ما يعطينا الامل ان نؤمن بما آمن به الراحل الكبير ان لا مكان لليأس في مسيرة المناضلين وان امتنا ستنتصر على الاحتلال والصهينة والامركة وستكسر قيود التبعية والاستغلال .
-اما كلمة العائلة الرافعية فقد القاها شقيق الراحل الاستاذ عبدالرحمن الرافعي
—————متناولاً سيرة الراحل الكبير منذ نعومة اظفاره في دارة الوالد المرحوم الشيخ محمد الطيب الرافعي ،حيث تفتَح وعيه تجاه قضايا شعبه الوطنية والقومية ، الى تخرّجه طبيباً من سويسرا ليبدأ في خدمة شعبه وتأسيسه للمستوصفات الشعبية التي عمّت مناطق طرابلس ، وصولاً الى انتخابه نائباً عن مدينته في العام ١٩٧٢ ، الى كل مساهماته في دعم قضايا لبنان وفلسطين والامة العربية في كافة المنابر التي اعتلاها والمسؤوليات التي تولاها كعضو في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وكان الامين الصادق والابن الوفي لشعبه ووطنه .