جبهة النزوح، الفري: الإستعداد للمرحلة القادمة \ خاص الفجر الجديد

لقاء مع الصحافي د. رامز الفري رئيس الرابطة الثقافية وعضو لجنة الطوارئ

اعداد نعمت اكومي

منذ ٢٠ ايلول الماضي دخلت الحرب على لبنان منعطفا خطيرا فمن تفجير البيجر واجهزة اللاسلكي، الى قصف الضاحية الجنوبية لبيروت باطنان من المتفجرات وما سبقها وتلاها في مختلف مناطق البقاع والجنوب ، مما خلف دمارا هائلا، ادى الى فقدان عدد كبير من العائلات لمنازلها ومصدر رزقها، اضف الى ذلك التهديدات للسكان لإخلاء مناطق واسعة بحجة قربها من مراكز حزبية مما دفع بالآلاف الى ترك منازلهم والنزوح لمناطق اكثر امانا، كل ذلك جعل لبنان اليوم يحارب على جبهتين جبهة الحرب مع اسرائيل التي لا ترحم لا البشر ولا الحجر وجبهة اخرى لاحتواء واحدة من اكبر موجات النزوح بتاريخ لبنان، النزوح الذي يجعل من الناس اشباه احياء حيث يعيشون في كل يوم الم فقدان امان منازلهم وذكرياتهم، والخوف من نظرة الشفقة التي تقتل كل مرة يلمحونها في عيون كثيرين، وحيث يواجهون في كل يوم قدرا قد ابتلاهم الله به ، من إقامة لا تمنح لهم إلا تكرماً وقد تنزع منهم في أية لحظة، والخوف من مستقبل قريب قد يجعل منهم متسولين ومستقبل ابعد يبدو قاتما لان ما فقدوه يهدد حياتهم ومعيشتهم وفقدان جنى اعمارهم.
وماتقديم الدعم الصحي واللوجستي وتوفير اماكن الايواء والمستلزمات الضرورية للحياة، الا جزء يسير من شأنه تخفيف معاناتهم والمهم والخوف المرتسم في عيونهم بسبب احساس عميق خلقته ظروف لبنان الطائفية المريضة ففرقت بين ابناء الوطن الواحد وجعلت من ياتي الى مناطق الطوائف الاخرى كمن يفضل احساسا بالموت على موت محقق.

ولكن طرابلس الفقيرة اصلا المهمشة دائما التي تعاني ما تعانيه من اثقال الانهيار الإقتصادي ابت الا ان تكون حاضنة لكل من طرق بابها بالرغم من امكانياتها ووامكانات اهلها المتواضعة وبهمة جمعياتها وقدراتها المحدودة ومجتمعها المدني المتحمس وان تكون خير عون للجهود المبذولة من الدولة اللبنانية لاحتواء الازمة وتخفيف اعباء ومخاوف من لجأوا اليها.

وللإطلاع على اوضاع النازحين والمراكز التي فتحت لاستقبالهم اجرينا حوارا مع عضو لجنة الطوارئ، التي استحدثت في منطقة الشمال، رئيس الرابطة الثقافية الاستاذ رامز الفري

بداية ما هي لجنة الطوارئ من تضم وكيف تم الاختيار وما هي صلاحياتها ؟

لجنة الطوارئ تشكلت برئاسة أمين عام سر محافظة الشمال الأستاذة ايمان الرافعي وتضم ممثلين عن بلدية طرابلس ، الدفاع المدني، فوج الاطفاء، الرابطة الثقافية و الجمعيات الكشفية وهي لجنة تطوعية بامتياز هدفها مساعدة المحافظة والبلدية باستقبال النازحين وإدارة مراكز النزوح ومتابعة شؤونهم وشجونهم وهناك رغبة لدى عدد كبير من الجمعيات والهيئات والناشطين للانضمام والمساعدة في إغاثة النازحين

كم بلغ عدد النازحين ومن اي مناطق جاءوا وعدد مراكز الايواء وتوزعها ؟

بالنسبة لاعداد النازحين وصل العدد في مراكز طرابلس مايقارب ٧٠٠٠ نازح باستثناء النازحين الموجودين في المنازل اما باقي أقضية الشمال فتوزعت الاعداد على الشكل التالي
المنية الضنية: 2306
زغرتا : 3135
الكورة : 1583
البترون : 771

أما بالنسبة لعدد المراكز في طرابلس فقد وصل إلى ٢٨ مركز ومازال النازحين يتوافدون من ختلف المناطق اللبنانية وبالتالي عدد المراكز مرجح للزيادة بالطبع.

كيف يتم تنسيق تقديم المساعدات من المجتمع المدني وما نوعها ؟

بالنسبة للمساعدات هي مقدمة من الهيئة العليا للإغاثة واتحاد المنظمات الدولية إضافة إلى المبادرات الفردية من عدد من الجمعيات والهيئات الناشطة في طرابلس والشمال.

هل تستوعب طرابلس المزيد من النازحين في حال كان هناك موجة نزوح ثانية ؟

نعم طرابلس خاصة والشمال عامة يستطيعان استقبال مزيدا من النازحين في حال تطورت الحرب وتوسع العدو باعتداءاته.

هل المعلومات المتداولة عن أن مراكز النزوح المتواجد فيها سوريين مكتظة جدا.. صحيحة؟؟

نعم هناك بعض المراكز التي تأوي نازحين سوريين الاعداد فيها تفوق القدرة الاستيعابية بضعفين على الأقل ونحن نطالب الجهات المختصة بالسماح بفتح مراكز جديدة للسوريين لتخفيف من هذا الاكتظاظ والذي من الممكن أن يشكل في المستقبل مشاكل صحية واجتماعية وأمنية

في ظل هذه الحرب الشرسة على لبنان ما هو المطلوب من الحكومة؟

نحن ناشدنا الحكومة اللبنانية

التريث بعودة الطلاب إلى المدارس والثانويات الرسمية والخاصة حتى تنجلي الصورة أكثر خاصة وأن العدوان يستهدف معظم المحافظات اللبنانية.
ضرورة تحمل وزارة الاقتصاد ومفتشيها لمسؤولياتهم والقيام بدورهم في مكافحة الاحتكار والاستغلال من جراء رفع أسعار المواد الأساسية وباقات الانترنت واشتراكات المولدات الخاصة وغيرها من الحاجات الضرورية لاستمرار حالة الصمود الوطني العام.
مطالبة الحكومة باتخاذ قرار بإعفاء اللبنانين من فواتير الكهرباء والانترنت والهاتف والخليوي لفترة محددة.
مطالبة الحكومة بتمديد المهل القانونية والضريبية لحين انتهاء هذه الحرب الإجرامية على لبنان.

هل المؤسسات الرسمية في طرابلس مستعدة لاي طارئ أو عدوان؟

هناك ضرورة للكشف على كافة الآليات العائدة لفوج الاطفاء وجهاز الدفاع المدني وبلدية طرابلس واتحاد بلديات الفيحاء وكافة بلديات الشمال لتأمين الصيانة اللازمة لها بما يضمن جهوزيتها للوضع بالتصرف في هذه الظروف الصعبة تحسبا لأي طارئ.

هل من كلمة أخيرة تود التوجه بها؟

في الختام نشكر الفجر الجديد والقيمين عليها على متابعتهم الحثيثة لأوضاع النازحين والمشاكل التي تواجههم وإيصال صوت المقهورين بكل مصداقية وشفافية آملين ان تمر هذه المرحلة الصعبة وان ينعم بلدنا الحبيب لبنان مجدداَ بالامن والامان.