اقيم احتفال مركزي لمناسبة عيد العمال، في قاعة الرابطة الثقافية في طرابلس، بدعوة من اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال والنقيبين شادي السيد ومحمد الكمال الخير ورعاية وحضور وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم، والنواب اشرف ريفي، حيدر ناصر، جميل عبود وايهاب مطر، الدكتور محمد ناجي ممثلا النائب طه ناجي، وممثل عن النائب فيصل كرامي، الشيخ فؤاد اسماعيل ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، ممثل عن المطران يوسف سويف، رئيس بلدية بيروت عبد الله درويش، نقيب الاطباء محمد صافي، نقيب اطباء الاسنان ناظم الحفار،رئيس الرابطة الثقافيه الصحافي رامز الفري ، رئيس قطاع العمال في تيار “العزم” غسان يكن، رئيسة قطاع المراة في التيار جنان مبيض، علي تامر عن “حزب الله”، رئيس مكارم الاخلاق الاسلاميه عبد الحميد كريمة،، وحشد من الهيئات النقابية والوجوه الشمالية. بداية النشيد الوطني ثم دقيقه صمت لارواح شهداء غزه والجنوب
الخير
ورحب الاعلامي محمد الحسن بالحضور، وتحدث بعد ذلك نائب رئيس اتحاد النقل البري للترانزيت في لبنان والخارج محمد كمال الخير، الذي نقل “تحيتنا في مؤسساتنا الانمائية والنقابية لنؤكد مضينا دائما الى جانب اخوتنا في مجتمعاتنا وايضا الى جانب اخوتنا في اتحاد النقل البري واتحادات النقل البري في الداخل والخارج، لنكون دائما على بينة من امورنا ولا يفوتنا فائتة، ولكي لا يمضي الظلم على احد ولا يحرم احد بيننا ، لذلك نتابع كل المطالب المتعلقة بقطاع النقل مع المسؤولين المعنيين، وبخاصة مع معالي وزير النقل علي حمية، الذي نخصه ايضا يا معالي الوزير بيرم بتحية، اذ انه يتابع معنا بجدية مختلف الملفات”.
وقال: “اننا في طرابلس نؤمن بأن لبنان قادر ان يكون سيد نفسه على الا يساء الى اهله والى مقاومته والى جيشه والى المخلصين فيه، نؤمن ان لبنان قادر ان يستعيد عافيته على ان يتمسك بسيادته وبأرضه، وبكل شبر من ارضه وتحرير كل ارض مغتصبة لا فصل ولا انفصال بين العمل النقابي والجهاد والدفاع عن الارض والمقدسات هما واحد، فثمة من يجاهد لصالح الفرد والعائلة وثمة من يجاهد لصالح المجتمع والفرد والعائلة والكرامة والسيادة، ولا فرق بين الاثنين، فكل جهاد هو جهاد. ومجددا انقل اليكم تحية اهلنا في المنية واهل طرابلس واهل عكار واهل كل الشمال، لنؤكد معا أننا نتطلع الى لبنان القوي القادر على الاستمرار، ونرفض بالطبع كل الافكار التقسيمية وكل الافكار التي تفرق بين اللبنانيين المحرومين جميعا والمتألمين جميعا، والذين يعتبرون جميعا ضحية لواقع مرير ولاداء لا بد ان يعود ويستقيم”.
اضاف: “انتهز فرصة هذا الحفل لاؤكد معكم أن لبنان يعاني مما يسمى قانون قيصر وقطاع النقل المتضرر الابرز، لذلك ننادي من هنا بتحرك لبناني في هذا الاتجاه والحد من خسائر هذا القانون الذي ندفع في لبنان ثمنا مهما له ،ولو كانت المواقف لا تتناوله. ثم اننا نضم صوتنا الى أصوات طلاب الجامعات في الولايات المتحدة والحشود في انحاء العالم تضامنا مع غزة، فتحية لغزة وعمال غزة واهل غزة والمجاهدين في غزة”.
صقر
وكانت كلمة للامين العام للاتحاد العمالي العام سعد الدين حميدي صقر قال فيها: “ان الاتحاد يأتي الى طرابلس ليطل على قضايا العمال والناس وصغار الكسبة والفقراء وعلى النقابات النشيطه واتحادها الرائد بقيادة النقيب شادي السيد، الذي يعمل ليلا ونهارا لخدمة عماله في هذه الظروف البالغة الدقة”، مشيرا الى ان “الضمان اليوم يحتاج الى دعمنا جميعا كذلك معاناتنا في موضوع الاجور الزهيدة امام المتطلبات الكبيرة والغلاء الفاحش والضرائب الباهظة”.
أضاف: “نطالب بأن تتوافق الاجور مع مستويات التضخم وغلاء المعيشة، ولا بد من السياسات الضريبية التصاعدية والضرائب على الارباح والرسوم وعلى الاملاك البحرية والنهرية والجبلية”، مطالبا ب”وقف التهرب الضريبي واعادة اموال الناس المحتجزة في البنوك دون مخطط لاعادة اموال المودعين ووضع خطة التعافي المالي الذي يعيد الاستقرار الاجتماعي ومعاودة الاستثمار”.
وأشار الى “أننا نمر بظروف عصيبة، فالنازحون غدوا قنبلة موقوتة ونطالب بضرورة مقاربة هذا الموضوع بعيدا عن العنصرية وبموجب القانون والعودة الكريمة لاخواننا الى بلادهم، بحيث تقوم المؤسسات بدعمهم في بلدهم بخاصة بعد ان وضعت الحرب أوزارها وباتت معظم المناطق في سوريا آمنة”.
وختم:” مسيرتنا طويلة لاحقاق المطالب ولا نمل، وسيبقى رهاننا على وطننا، ولا بد ستشرق الشمس من جباه وسواعد العمال والفلاحين”.
طليس
من جهته، قال رئيس اتحادات النقل البري بسام طليس: ” ما يجري على ارض فلسطين وعلى ارض الجنوب يدعونا لنؤكد أن عدونا الوحيد هو العدو الاسرائيلي، وبالتالي فإن الدفاع عن ارض لبنان هو في صلب الدستور اللبناني، وبالتالي فان المقاومة في لبنان هي ايضا في صلب الدستور، وفي طرابلس مدينة الشهداء و العطاء، مدينة الشهيد رشيد كرامي، الذي لطالما كان المقاوم الاول والمدافع الاول عن المقاومة”.
وتطرق طليس الى قطاع النقل في لبنان، مشيرا الى ان “هذا القطاع يحمل عن الدولة الكثير، سواء على مستوى الشحن او نقل الركاب، بخاصة انه ليس هناك من نقل عام في لبنان، انما هذا القطاع متروك من قبل الدولة”.
وتابع:” هناك خطة للنقل موجودة منذ عشرات السنين في الادراج، من دون مناقشة عملية لها او طرحها على جدول التنفيذ ويتحدثون بالتالي عن مشاكل في قطاع النقل، وان هناك حوادث تحصل مع بعض السائقين العموميين، سواء على مستوى الشاحنات او على مستوى نقل الركاب والسيارات السياحية، ومن الطبيعي ان يحصل ذلك، فعندما يغيب القانون والرقابة عن اي قطاع من القطاعات، بالطبع سيكون هناك مخاطر كما ان ذلك يحصل في ظل وجود سيارات تعمل وفق القانون، وتسدد ما عليها في مقابل وجود سيارات تعمل خلافا للقانون”.
وتناول طليس عمالة السوريين في قطاع النقل، مشددا على أن “هذا الملف لا يعالج بالمزايدات ولا بالخطابات، فهو يحتاج لمعالجة جدية من قبل المسؤولين، وبعيدا عن كل الترهات الخطابية وحتى النقابية او غير النقابية، وبالطبع فان اهل مكة ادرى بشعابها، فنحن في اتحاد النقل البري نعلم ما يحصل، ولذلك نتمنى على المسؤولين، بدءا من رئاسة مجلس الوزراء ومرورا بالوزراء المعنيين والمسؤولين المختلفين، وعندما يريدون ان يناقشوا هذا الملف، سواء لجهة معاينة ومناقشة الامور ذات الصلة بالنقل الداخلي او الخارجي او حتى الداخلي، فاننا نتمنى ونرجو ان يصار الى التفاهم والنقاش مع اتحادات النقل البري، فنحن نتصرف بقمة المسؤولية ولا نتصرف بعاطفة ولا بالمزايدات، بل نتصرف وفقا للقانون ووفق ما يمليه عليه ضميرنا، دفاعا عن السائقين العموميين الشرعيين”.
ولفت الى “وجود تعديات ليس فقط من قبل غير اللبنانيين بل ايضا من قبل المخالفين اللبنانيين، حيث يصار الى مخالفة قانون السير بكل بنوده، لذلك كله نتطلع الى مناقشة ملف النقل بكل متفرعاته وايضا ما يتعلق بالاخوة النازحين، وان يصار كذلك لعقد طاولة برعاية وزير العمل بمشاركة مختلف الوزراء والادارات المعنية ليصار بعد ذلك لاتخاذ الاجراءات الواجب اتخاذها بشكل موضعي وبشكل منطقي، بعيدا عن المزايدات، ونحن من جهتنا سبق ان شاركنا في جلسة خاصة وادلينا بدلونا بحضور عدد كبير من اصحاب السعادة النواب، وقلنا ان هذا الملف لا يعالج بالخطابات”.
وختم طليس محييا عمال لبنان “الذين يشقون طريقهم بين الالام والرصاص والازمات، وفي ظل القهر ومع الاهانة احيانا”، مؤكدا “اننا نريد دائما لطرابلس ان تكون دائما الفيحاء مع مزيد من النمو والانماء والمزيد من التقدم”.
السيد
ثم ألقى رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال النقيب شادي السيد كلمة قال فيها:”نلتقي اليوم وظروفنا واحوالنا واوضاعنا معلومة للجميع، الجنوب عرضة للعدوان، غزة تضرب على مدار الساعة، عمال غزة يموتون وهم يتمسكون بمبدا العمل والمثابرة، وازمة لبنان لا تزال موجعة، ولو اننا بالامس بدأنا نتلمس بعض انفراجات نتيجة جهود مخلصة تحتاج ايضا الى جهود عامة وجهود متكاملة من قبل الجميع والى تضامن لبناني لبناني حتى نخرج منها، ولا يكون ذلك بالتنظير السياسي والمرافعات السياسية وبالخطابات الإعلامية، انما بعمل دؤوب على الارض وبتنازلات تؤدي الى انفراجات حقيقيه، تطلق يد المؤسسات الدستورية ليستعيد البلد عافية يفتقدها وليستعيد البلد راسه، فلا حياة لجسد بلا راس ولا حياة لبلد بلا رئيس جمهورية”.
وأكد أن “كل ظلم يلحق بالعمال والعمالة في لبنان سيكون له مفاعيل سلبية جدا، لذلك نحذر من استمرار الظلم الذي يلحق بالعمال والموظفين في القطاعين العام والخاص، وفي الاجهزة الأمنية والجيش، لذلك نطالب بخطة وطنية لإعادة احياء المشاريع ذات الصلة بتحسين اوضاع كل القطاعات، لكي ينعكس ذلك على الاقتصاد الوطني وعلى الانفراج المالي والاقتصادي”.
شقير
وتحدث رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير فقال: “أن نحتفل بعيد العمال، فهذا أمرٌ مهمٌ، أما الأهَمّ فهو أن نقيم إحتفالنا في مدينة طرابلس الأكثر فقراً بين المدن المطلة على البحر المتوسط، والتي تبلغ فيها البطالة معدلات قياسية. لذلك أدعو الى تحويل إحتفالنا الى صرخة وطنية لإنصاف هذه المدينة المظلومة، للعمل على إطلاق مشاريعها ومرافقها، وتحويلها الى مركزٍ مميزٍ للإستثمار، وهذا كفيل بخلق آلاف الوظائف لأهالي طرابلس والشمال، فمثلاً بالإضافة لإطلاق العمل بالمنطقة الإقتصادية الحرة، يمكن إستعمال مساحات في معرض رشيد كرامي الدولي كمركز لصناعة التكنولوجيا المتطورة. وقد علمت من صاحب إحدى الشركات العالمية في هذا المجال، السعي لإنشاء مثل هذه المراكز في عدد من المناطق اللبنانية”.
أضاف: “أغتنم هذه المناسبة لأحيي الوزير مصطفى بيرم وقيادة الإتحاد العمالي العام ورئيسه بشارة الأسمر، على الشراكة المميزة في ما بيننا خلال السنوات الثلاث الماضية، لتحسين الأوضاع المعيشية للموظفين والعمال. فعلاً إنه عملٌ وطنيٌ يستحق التقدير، لأن قوة الأزمة الإقتصادية وما نتج عنها من إنخفاض حجم الإقتصاد الوطني من 56 مليار دولار الى أقل من 20 مليارأ، وإستمرار هذا الواقع حتى الآن، وكذلك غياب الدولة، جعلت من هذا الأمر دقيقاً ومعقداً للغاية”.
وتابع: “من جهة، كان علينا واجبُ تحسين الأوضاع المعيشية للعمال، ومن جهة ثانية كان واجبنا أيضاً عدم تحميل المؤسسات الغارقة بالإنهيار أكثر من قدرتها. وفي الإطار ذاته، لا بد من الإضاءة على نقطة هامة، وهو أن إنصاف العمال والمؤسسات وتلبية إحتياجاتهم، يتطلب بشكل أساسي تحمل القوى السياسية مسؤوليتها الوطنية بإنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة يكون من أولوياتهم إعادة لبنان الى طريق التعافي والنهوض.
لأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتعافى المجتمع الإقتصادي، عمالا وأصحاب عمل، من دون أن تتعافى الدولة. صحيح أن ما تم القيام به، بشراكة حقيقة بين الوزير بيرم وبين الإتحاد العمالي العام والهيئات الإقتصادية، من زيادة الأجور والتقديمات الإجتماعية لأربع مرات متتالية، لا يستجيب لطموحاتنا لكنه أفضل الممكن في ظل الظروف القاسية الراهنة. وكما في السنوات الماضية، كذلك في المرحلة المقبلة سنستمر بالتشاور مع الوزير بيرم والإتحاد العمالي للنظر في أي إمكانية لتحسين الوضع المعيشي. ونعدكم بأننا لن نتوانى عن القيام بمسؤولياتنا تجاه شركائنا بالإنتاج العمال والموظفين، من ضمن الإمكانيات المتاحة”.
وختم: “كنا وسنبقى شركاء في الإنتاج في السراء والضراء. ونسأل الله أن يحمي لبنان من العدوان الإسرائلي الغاشم”.
بيرم
ونقل الوزير بيرم في مستهل كلمته تحية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى الحاضرين، “الذي اتصل مؤكدا ضرورة واهميه المشاركة في حفل طرابلس”، مؤكدا ان “الامر لا يحتاج الى تاكيد، فان كان معنى لعيد العمال فهو في طرابلس، وطرابلس ليست هي من تتشرف بمن ياتي اليها، ولكن من يتشرف الذي ياتي اليها، لانها مدينة تحترم باهلها وناسها وسياسييها وتنوعها وتعددها، وهي صورة مصغرة عما يجب ان يكون عليه لبنان، لان لبنان يحتاج الى اجتماع والى اجماع في بعض القضايا التي نتفق عليها، واولها بناء الدولة التي تنظر الى كل اهلها بعين المواطنين وايضا بمواجهة عدو آيل الى الزوال، هو العدو الاسرائيلي وما دون ذلك فهو امر يحتاج الى تنظيم الاختلاف والى ان نحول نقاط الاختلاف الى نقاط قوة ونستثمر في نقاط القوة”.
وقال: “بصفتي وزيرا للعمل، اعلن من طرابلس واتمنى ان يكرس ما سأعلنه من بعدي اي الوزراء المتعاقبون بان يكون الاحتفال السنوي المركزي بعيد العمال هو من مدينه طرابلس”.
وأشار الى ان “طرابلس مظلومة اعلاميا، مظلومة ايضا لان لها على الدولة وهي لا تحتاج في ظل الحرمان فيها الى الكثير، ولبنان لا يحتاج الى الكثير، لبنان يحتاج لكي نعود الى ثقافة الانتاج، ولكي نستفيد من الصناعات التي تتمثل في نقابات عديدة مشاركة خلال هذا الاحتفال، هذه الصناعات التي تندثر، وهذا امر مؤلم، لان الانسان الذي ليس له او عنده انتاج او الذي ليس عنده زراعة ولا اقتصاد منتج، وليس عنده صناعة يفتقد الى المعنى ويبقى واقفا على رصيف التسول والانتظارات”.
واشار الى ان “الثقافة التي كانت سائدة في لبنان لم تبد اهتماما بالاطراف، وهي ركزت على المركز، وهذا خطأ واليوم القيادة الحديثة هي التي تستثمر في الموهبة الإنسانية، ونحن عندما اعلنا عن المسار المهني، فانما فعلنا ذلك لكي نلاقي الفرص ولكي نواجه البطالة ونستطيع ان نقوم بذلك، وبدانا بذلك من عكار وهي ايضا لها على الدولة، وبالتالي لم نطرح انفسنا بديلا عن احد ولسنا لنسد فراغ احد، فليس من فراغ في طرابلس ولا في الشمال. فهناك قيادات ورموز ونحن ناتي تحت هذا الغطاء، فنحن لسنا بديلين عن احد ولا نطرح انفسنا بديلا عن احد، نأتي ضمن هذا الاحترام وضمن هذا السقف، ووزارة العمل ليست ملكا لاحزاب وليست ملكا لاشخاص، الاحزاب تذهب والاشخاص ايضا، لكن الوطن والمواطنون هم الذين يبقون. شرفنا خدمتكم لانه اذا اردت ان تقترب من الله وتستشعر انسانيتك وتكتشفها، عليك ان تكون قريبا من الناس، ولاننا نؤمن اننا كدول عربية يجب ان نكون متحدين، وقد طرحت في القمة العربية بعدما تم انتخابي رئيسا لفريق عمل الحكومات في بغداد منذ اسبوع، انا قلت لهم الاصل ان نتوحد في السياسة ولكن ان كان ذلك متعذرا فلنذهب الى ان نتفق على انساننا وعلى المواطن وعلى التعددية الموجودة عندنا، ولبنان بماهيته المتعددة هو النقيض الماهوي للكيان العنصري، الكيان المؤقت الاسرائيلي الايل الى الزوال، لماذا، لانه لا يقبل الاخر، اما لبنان ففيه التعددية وهذا شرف لنا، وهذا ليس نوعا من الكلام، فنحن متمسكون بهذه التعددية لاننا اذا لم نتمكن من العيش معا، فاننا سنكون خائفين ومتقوقعين ولا نمتلك الحجة، بينما عندما نتفاعل مع بعض وعندما نتعايش مع بعض في شكل صحيح، عندما نحترم انتماءاتنا، انتماءات بعضنا هذا يشكل وطنا له الديمومة وبعيدا عن الحروب المتكررة والانقسامات، لذلك من المهم ان نفصل بين الانتماء السياسي والبعد الخدمي، في الخدمات يجب ان تعزل عن السياسة، يجب ان ترتبط بالمواطنية، لان الكيان اللبناني قام على الزبائنية للاسف فاصبح ولاؤنا للزاروب وتركنا الولاء للوطن، اما نحن خيارنا الدولة، ولكن الدولة المقتدرة لا الدولة الضعيفة، لا الدولة المتسولة والذليلة، وهذا ما قلته في الاجتماع العربي وحصل على الاجماع من كل الدول بما فيهم الخليج العربي، ان لبنان جزء اساسي من العائلة العربية، بل لبنان رمز في العائلة العربية، وقد سمعت كلاما من بعض الاعضاء يؤكد انه لولا لبنان لما كان للعرب وجود لان لبنان دفع الدم، دفع التضحيات، لبنان هذا البلد الصغير بمساحته الكبير بابنائه والكبير بفعله يحجز لك مكانا على طاولة التفاوض ويحجز لك مكانا على طاولة التقاسم التي تحصل في الاقليم وتحصل على المستوى الدولي، لاننا في زمن لا يحترمون فيه الضعفاء قد يشفقون عليهم ولكنهم لا يحترمون الضعفاء، اما عندما تكون كبيرا وقويا ومقتدرا فهم سيعمدون الى احترامك حتى الانبياء لو لم يكن لديهم مصدر للقوة ما احترموهم” .
وقال: “لقد انتزعنا من القمة العربية قرارا من خارج جدول الاعمال لصالح اهلنا في غزة اقروا هذا الصندوق ولكنني قلت انه عندما يضرب زلزال اي منطقة وتتضرر منطقة اخرى بطريقة اقل المساعدات عندما تاتي لتشمل كل المناطق فقلت وفي السبب المبرر واعلنته من على المنبر لاننا نصرنا غزه ليس بالكلام فقط بل بالدماء، وان مبادراتنا في 8 تشرين غيرت المعادلة وقالت للعدو لن تغدرنا وقد ولى الزمن الذي نهجر فيه لوحدنا وانها المرة الاولى منذ 75 عاما يتركون شمال فلسطين”.
واردف بيرم: “نعود الى ملف العمل سنعود الى الحوار المستمر لتحسين ظروف العمل ونحن سبقنا القطاع العام، في القطاع العام حيث تسجل زيادات ولكنها لا تدخل في صلب الراتب نحن الزيادات دخلت في صلب الراتب وهذه الزيادات انقذت الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من الموت واليوم اطلق بشرى اعلن هذه المرة الاولى، هي بشرى تتعلق بالضمان الاجتماعي فبعد الزيادات التي حصلت في الاجور وتم التصريح بها للضمان قدمت دراسة بالتعاون من اللجنة الفنية في الضمان بالتعاون مع ادارة الضمان ومجلس ادارة الضمان ومنذ أربعة ايام اتخذ مجلس إدارة الضمان قرارا يقول بما اتخذه الان سيغطي الدواء كما كان قبل الانهيار والازمة تمهيدا لدراسة اللوازم الطبية والعودة الى استشفاء”.
وأضاف: “واما تصحيح الاجور، فهو مسار مستمر وهو مسار حواري ننطلق فيه من مصلحة العمال، ولكن ايضا نراعي اصحاب المصالح الإقتصادية والتجارية، لاننا نريد ان نراعي التوازن كي تبقى الدوره الإقتصادية ويبقى الانتاج، ولقد ارسينا حوارا وبامكاننا ان نصل الى نتائج مهمة جدا حتى ولو باللحم الحي والدليل الاجتماعات المتتالية للجنة المؤشر وهي اجتمعت ل 23 مرة في ما كان اخر اجتماع لها العام 2017 واما اخر قرار لها فكان العام 2012 ولكن نستمر بالحوار بنية ان نربح معا، فانا اؤمن بان لبنان لا يمشي بثقافة رابح خاسر ولا بثقافة خاسر خاسر لبنان يمشي بثقافة نربح معا ونستفيد معا ونتحمل معا ونصل معا لان هذه الثقافة هي التي تغير وضع لبنان وهي التي تاخذنا الى بر الامان، ولبنان فيه كل الموارد البشرية عندنا مشكلة في الموضوع المادي ولكن بالمساعدة مع بعضنا البعض بان نرجع الى ثقافة العمل بان نشد الهمة نعالج كل القضايا بعيدا من ان نتشاوف على بعضنا بعيدا من تسجيل النقاط على بعضنا، هذه الامور التي جربناها جميعا وخسرنا واقولها بجراة لبنان لا يحكم بطائفة قائدة ولا من حزب او تنظيم قائد وقوتك لا تصرف في الداخل قوتنا تصرف ضد عدونا، وما يصرف في الداخل هو ان نضع يدنا بيد بعض على طريقة سووا بين الصفوف وان لم نفعل فان الشيطان سيدخل بيننا. ونحن على مشارف عيد الفصح للطوائف الشرقية نبارك ونهنئ وثقافتنا تقوم على ان الحق هو الذي يعزز مكانتنا بقرار الجامعة العربية بانتزاع لبنان لقرار يقضي بتخصيص اعانات ومساعدات للمتضررين من العمال المتضررين في الجنوب، عددهم بالمئات والذين فقدوا وظائفهم ومنشاتهم وقد وافقت الدول العربية بالاجماع، وهذا يدل انك اذا عرفت كيف توجه خطابا حقيقيا اذا كنت صادقا في التعاون ينتصر الوطن كما ينتصر الوطن في الداخل”.
وختم الوزير بيرم مؤكدا “متابعة العمل في ظل ازمات النزوح التي تحتاج الى معالجة صالحة بعيدا عن العنصرية وبعيدا عن التوتر ايضا، ولننتبه ان هناك مشكلة عند المنظمات الدولية التي تدفع، وتشجع بقاء النزوح في لبنان، فلتعط نصف هذه الامكانيات للنازح وليذهب الى بلده ليعمر بلده، وبالتالي فان قانون قيصر يظلم السوريين ويظلمنا، واذا كان الغرب يظن انه يحاسب نظاما معينا فهو مخطئ، هذا النظام الذي يقصدونه يأكل ويشرب. والناس هي التي تحاصر والناس هي التي تصاب نتيجة ذلك وتدفع الثمن، لذلك يجب ان نعرف الى اين يجب ان نوجه الصوت ونعرف كيف نوجه البوصلة والى اي مكان يجب ان نوجه الكلام”.
في الختام قدمت دروع تذكارية للوزير بيرم والوزير السابق شقير