مهرجان الأفلام القصيرة- سينما شابة” في الرابطة الثقافية

كرّم المجلس الثقافي للبنان الشمالي أربعة من المخرجين الشباب من طرابلس والشمال

في إطار” مهرجان الأفلام القصيرة- سينما شابة” للموسم السنوي الرابع بعد ان توقفت هذه الفعالية في طرابلس خلال السنوات الماضية من جراء الأحداث التي عصفت في المدينة.
وأقيم الإحتفال بالتعاون مع الرابطة الثقافية في مقرها بطرابلس وبحضور هند كبارة عقيلة الوزير محمد كبارة ، رئيس الرابطة الثقافية رامز فري ،رئيس جمعية بوزار للثقافة والتنمية الدكتور طلال خوجة، رئيسة جمعية “سوا مننجح” ديانا خالد كرامي،رئيس اللقاء الثقافي في زغرتا الزاوية الشاعر فوزي يمين، قائد كورال الفيحاء المايسترو باركيف تاسلاكيان وأعضاء من الكورال، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد،وأعضاء من الهيئتين الإدارية والعامة وحشد من أساتذة وطلاب الكليات الجامعية وأهالي المخرجين الشباب.
وفي مستهل اللقاء تم التعريف بالمخرجين الشباب الأربعة وبأفلامهم القصيرة ومدتها ،وهم: فراس حلاق خريج جامعة الروح القدس الكسليك (فيلم نسيج 17 دقيقة)، روكسان داود من جامعة البلمند (براعم تائهة 9 دقائق)،نادر موصللي من جامعة القديس يوسف ـ اليسوعية (خزانة ميرفت 8 دقائق وفيلم Om kalthoum vs Beats Headphones دقيقة)، زياد الزيات (طريق إلى السماء دقيقة واحدة وفيلم مفقود دقيقة واحدة) .
ثم تحدث رئيس المجلس الثقافي صفوح منجد فقال: اليوم نكرم كوكبة جديدة من المخرجين الأكاديميين الشباب في إطار الحلقة الرابعة من السينما الشابة التي إعتاد زميلنا في الهيئة الإدارية المخرج جان رطل تنظيمها سنويا للإحتفاء بهؤلاء المخرجين الشباب والمساهمة في إلقاء الضوء على نتاجهم الفني والتأكيد أنهم وضعوا عدساتهم ليس فقط في أول الطريق بل انهم قطعوا مسافة لا باس بها على طريق الإحتراف الذي نتمنى ان يكون معبدا بالمزيد من التألق والنجاح.
أضاف: نحن في المجلس الثقافي للبنان الشمالي لا نبالغ إذا أكدنا على أهمية شأن السينما في حياتنا الإجتماعية والفكرية والثقافية وتأثيرها على عقولنا وسلوكنا ونحن الذين شاء القدر ان نعيش ذاك الزمن الجميل الذي كانت للسينما فيه الدور والتأثير الفاعلين في المجتمع والأوطان من خلال أفلام أميريكية او أوروبية أو عربية أو لبنانية على مجريات الأوضاع السياسية والإجتماعية في لبنان وفي العالم العربي والغربي .
وتابع: لا ننسى أفلاما كفيلم”زد” الذي سلّط الضوء على تحرك القوى الطالبية في اليونان خلال الستينات ضد تدخل المخابرات والذي كاد أن يتوقف عرضه في لبنان، ولا ننسى تاثير السينما الأميركية في صياغة ثقافتنا في ما يتعلق بإبادة الهنود الحمر، وقد يطول بنا الكلام إذا اردنا تعداد الأفلام الأميركية والأوروبية الجادة تماما كما هو الحال في السينما العربية كفيلم ثرثرة فوق النيل أو الأرض أو قضية رقم 68 ،أما في لبنان فلا شك ظهرت أفلام هامة تعرضت للقضايا المحلية وشؤون الشباب وأوضاعهم وما يتعلق بالعدوان الصهيوني وجرائمه.
وقال: إننا لا ندعو إلى سينما يتم من خلالها إسقاط الأفكار ولا ندعو أيضا إلى سينما الواقع بل أيها المخرجون الشباب أعيدونا في أعمالكم القادة إلى سينما الزمن الجميل من حيث التمثيل والموضوع والقصة والحوار، إلى سينما الصوت والصورة، إلى سينما الإخراج المبدع وانتم مبدعون.
وتابع:في هذا الإطار نحن بصدد إطلاق كتاب ومؤلف لزميلنا في المجلس المخرج حسام خياك عن المخرج السينمائي الطرابلسي جورج نصر الذي اثبت حضورا فنيا بارزا ليس فقط على صعيد السينما اللبنانية بل أيضا في السينما العربية والعالمية ،كما نحن بصدد تكريم احد ابرز رواد الفن الإيمائي الممثل والمخرج الطرابلسي فائق حميصي في 24 الجاري برعاية وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري في مركز الصفدي الثقافي وندعوكم جميعا للمشاركة في الحضور والتكريم، كما باشرنا الإستعداد لإقامة معرض الفنون التشكيلية الحادي عشر في 20 نيسان القادم وبذلك نكون قد أطلقنا ونفذنا موسما فنيا ثقافيا بإمتياز.
ثم تحدث منسق المهرجان المخرج جان رطل فعرّف بالأمسيات التي سبق وقدمت منبرا للتعريف والتواصل مع تسعة مخرجين على إمتداد السنوات السابقة ،وقدم للأفلام المشاركة وهي ” نسيج ” فيلم روائي قصير من فراس حلاق الذي أهداه الى والده وقد عرض فيه لانعكاسات الدمار على المستوى الواقعي والنفسي وعلى ذاكرة من يعود الى منزله المهجور ويقلّب الذكريات من خلال ما تبقى من صور وأماكن متفرقة من البناء مع عودة الى صور مستعادة من الذاكرة بأسلوب شاعري لافت .و” براعم تائهة ” الفيلم الثاني من “روكسان داود ” التي تابعت يوميات طفلين ،من عائلة سورية مهجرة وظروف حياتهم القاسية، وإضطرارهم للعمل في الشوارع لتأمين لقمة العيش والأدوية الضرورية وذلك من خلال لقاءات مباشرة معهم ومع أمهم التي تجهر بالضحكة وهي تعاني من تفاقم وضعهم الإجتماعي وإمتناعهم عن الدراسة وتكتم بكاء مرّا .
وتابع في تسليط الضوء على نادر موصللي من خلال فيلمين احدهما اعلاني ،قصير جدا،يستند الى رؤية تقليدية لإحدى أغنيات “ام كلثوم” وبالأسود والأبيض بحيث يستعيدها من خلال مشاهد وثائقية أدتها ريما أبو بكر من كورال الفيحاء،لتنتقل المشاهد من ثم الى الالوان الطبيعية مع إيقاعية متفلته وراقصة و حديثة تناسب بحيوية موضوع الإعلان المفترض .وبعده كان فيلم تحريك بعنوان “خزانة ميرفت” الذي من خلال “ترقيص” فساتين جدته جعلها تستعيد تفاصيل مشاهد من الحياة والذاكرة للجدة التي تمتلك انواعا جميلة ومتعددة تتلاءم مع كل المناسبات التي تمر على حياة بكاملها مضيفا إليها تمددا الى العديد من الأماكن في المنزل وخارجه، وصولا الى سطح البناء و مستخدما خلفيات من الأغاني والموسيقى المناسبة والمتممة لاستعادة الوقائع وتلوين إيقاعاتها.
في حين تغيّب ولظروف قاهرة المخرج الشاب زياد الزيات عن حضور الإختفاء حيث شارك بفيلمين هما طريق إلى السماء( دقيقة واحدة) ومفقود ( دقيقة واحدة).
وبعد عرض الافلام تعرف الجمهور على المخرجين الشباب وجرى حوار تناول بعض جوانب حياتهم العملية والأكاديمية والمستقبلية.
وفي الختام سلّم رئيس المجلس صفوح منجّد والمخرج جان رطل دروعا تكريمية للمخرجين الشباب.

اترك تعليقاً