بمناسبة ذكرى ميلاد كاسترو القائد الثوري فيدل كاسترو وبدعوة من الرابطة الثقافية وجمعية التضامن العربي اللاتيني
(هوسيه مارتي) والمركز الثقافي القومي وملتقى الشباب الجامعي وبحضور سفيري كوبا وفنزويلا في لبنان أقيم على مسرح الرابطة الثقافية في طرابلس مهرجان سياسي ثقافي فني حضره د محمد الطرابلسي ممثلا الوزير فيصل كرامي وممثل النائب الدكتور على دوريش , رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري, رئيس اتحاد نقابات العمال المستخدمين في الشمال شعبان بدرة , ممثل يار الكرامة الاستاذ داني حريكي , رئيس جمعية كشاف الغد القائد عبد الرزاق عواد , رئيس حركة الناصرين العرب الشيخ عبد الكريم النشار , ممثل جمعية الوفاق الثقافية الاستاذة سارة الشيخ وحشد من ممثلي الأحزاب السياسية والتجمعات الشبابية و بلديات وناشطين في المجتمع المدني.
بدأ الإحتفال بالنشيدين اللبناني والكوبي وقدمت الإحتفال الشابة غزل خالد التي أكدت أن اللقاء اليوم يكرس التوأمة النضالية بين الأمة العربية وشعوب أمريكا اللاتينية التي تجمعنا وإياها وحدة النضال ضد الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وأدواتهما في المنطقة والعالم. وأشارت إلى أن الإحتفال بميلاد كاسترو يؤكد أن البوصلة النضالية لأمتنا ما زالت في إتجاهها الصحيح. فالعدو واحد والنضال مشترك يهدف إلى القضاء على الإمبريالية بكل أشكالها الهادفة إلى تكريس الإستعمار والهيمنة على ثروات العالم وتكريس الحرمان والتخلف لشعوب العالم. وأكدت أنه لا يمكن التحدث عن كاسترو وغيفارا إلا بحب وشغف لمواجهتهما الإمبريالية العالمية واعتبارهما أن قضيية فلسطين في قضيتهما التي توازي تحرير شعوب أمريكا اللاتينية في تأكيد عملي لوحدة النضال لوطني والقومي والأممي وهذا ما يعكسه لقاء اليوم من إصرارعلى تكريس تلك الوحدة وعلى متابعة النضال حتى تحرير آخر شبر واستعادة كل حقوقنا في المنطقة والعالم.
وألقى محمد حشيشو كلمة جمعية التضامن العربي اللاتيني ( هوسيه مارتي) فوجه التحية إلى كوبا الثورة وقيادتها وشعبها في مواجهة الحصار المجرم وإلى الجمهورية الفنزويلية البوليفارية وقيادتها وشعبها في وجه الحصار الإمبريالي والتهديد بالعدوان لوقوفهم إلى جانب قضايانا الوطنية والعربية ودعم نضالنا ضد الهجوم الإمبريالي والصهيوني المستمر من موقع التضامن الأممي والإنساني وإنحيازهم إلى جانب نضالنا ومقاومتنا وقطعهم العلاقات مع كيان الإحتلال وتعرضهم للضغوط والتدخل الأمريكي في وقت يتواطأ فيه النظام العربي الرسمي الرجعي مع العدو ويهرول الآن للتطبيع معه. إن كوبا هي جزيرة الحرية والثروة ووطن المساواة والعدالة والإشتراكية نتشارك وإياها النضال ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية والفاشية مع كل القوى الوطنية والتقدمية والثورية وأحرار العالم من لبنان إلى كوبا تخوض قوى المقاومة والتحرر في العالم معركة كسر الهيمنة الإمبريالية للخلاص من الإحتلال والتبعية وللدفاع عن وحدة الشعوب والدول من فلسطين إلى سوريا والعراق واليمن وإيران ولبنان كما تخوض شعوب أمريكا اللاتينية وقواها الثورية معركة إسقاط الحصار والهيمنة الإمبريالية وإنجاز التحرر الكامل وتعزيز التضامن الإنساني بين الشعوب. وإذا كان فيدل إبن الفكر التحرري للقائد هوسيه مارتي فإن كل الكوبيين أبناء الفكر الثوري للقائد كاسترو يدافعون ليس عن كوبا فقط وإنما عن جميع القضايا ومنها القضية الفلسطينية.
وفي خضم هذه المعركة الكبرى شن الكيان الصهيوني عدوانه على لبنان ليتحول العدوان إلى صواريخ من الآباء والشموخ والكرامة. صواريخ اجتازت الحدود لتلقن العدو الدرس الذي يستحق. وكان شعور الكوبيين أن كل انتصار يحققه المقاومون اللبنانيون كان يتحقق بإسمهم جميعا والمقاومون اللبنانيون يدافعون اليوم عن الأمة العربية جمعاء وهم في الصفوف الأولى دفاعا عن الإنسانية.
تقول إليدا غيفارا وهي تقف عن بوابة فاطمة على الحدود مع فلسطين التي ستحرر “الشيء الوحيد الذي أتمناه فعلا في السنوات القادمة أن لا نقف هنا إنما في تلك الأرض الطيبة ونتشارك مع الفلسطينين أرضهم بقيادتهم وأن تكون أواصر الوحدة بين كل شعوب هذه المنطقة أقوى وأكثر قوة.
لقد أرسى فيدل كاسترو أسس الديمقراطية الشعبية فالثورة وهي تغيير كل ما يجب تغيره. وعند الحديث عن فيدل لا يغيب عنا القائد البوليفاري هوغو تشافيز باني فنزويلا ومهندس سياسة التكامل اللاتينية كذلك لا يغيب عنا مادورو الذي قال أنه فلسطيني وعربي كما هو فنزويلي ولاتيني. أخيرا نؤكد على الثقة الكاملة بإنتصار كفاح الشعوب المناضلة على الإمبريالية والصهيونية والرجعية وعلى التضامن الأممي الإنساني بين الشعوب المكافحة من أجل التحرر الوطني والإنساني.
وألقى السفير الكوبي ألكسندر بييسير موراغا كلمة جاء فيها : في الذكرى 93 لميلاد الزعيم التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو روز أشكر جميع من ساهم في تحقيق هذا النشاط لقد كرس الراحل فيدل كاسترو حياته كلها للتضامن وقاد ثورة إشتراكية عرفها الجميع وهي ثورة الفقراء ومن أجل الفقراء ثورة باتت رمزا للنضال ضد الإستعمار ومناهضة التمييز العنصري والإمبريالية من أجل حرية وكرامة الشعوب. كان فيدل إنسانا استثنائيا تخلى عن حياة ميسورة مرفهة وراح يعمل لتحقيق حلمه ولأنه كان مخلصا لمثله مقتنعا بأن بناء عالم أفضل هو أمر ممكن، عالم بلا حروب بلا كراهية بلا هيمنة وبلا مستغلين حيث يكون الإنسان في هذا العالم هو الأهم فقد ترك إرثا تاريخيا للأجيال الحاضرة والمستقبلية في تحديده لمفهوم الثورة حين قال: الثورة هي مغزى اللحظة التاريخية هي تغيير كل ما يجب تغييره هي مساواة وحرية كاملة وهي أن تعامل الآخرين كاداميين هي أن نعتق أنفسنا بأنفسنا وجهودنا الذاتية أ نتحدى قوى جبارة مسيطرة داخل وخارج المجال الإجتماعي والوطني، وأن ندافع عن القيم التي نؤمن بها مهما بلغت التضحيات. الثورة هي تواضع ونزاهة وإيثار وتضامن وبطولة، هي كفاح بجرأة وذكاء وواقعية، هي أن لا نكذب أو ننتهك مبادئ أخلاقية أبدا. هي قناعة عميقة بأنه لا توجد في العالم قوة قادرة على سحق قوة الحقيقة وقوة الفكر. الثورة هي وحدة وهي إستقلال هي أن نناضل من أجل أحلامنا في العدالة لكوبا والعالم وهذا هو الأساس في وطنيتنا وإشتراكيتنا وأمميتنا.
فيدل سيبقى حيا في وجوه الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة كل يوم والمرض الذي يتم إنقاذ حياتهم والعمال الذين يملكون ثمار عملهم وسيبقى نضاله وكفاحه في قلب كل رجل مثالي مصمم على بناء عالم أفضل.
وفي هذه اللحظات التي تشدد فيها الولايات المتحدة الحصار المفروض على كوبا وتهدد بتدمير الثورة يجب أن نعود إلى تعاليم فيدل ونواصل رفع علم الشجاعة والكرامة في كوبا لا يستسلم أحد.. فيدل سيبقى حيا في كل واحد منا فدعونا نرفع راياته ونواصل النضال والمقاومة لعل في هذا أفضل تكريم يمكننا أن نقوم به من أجله.
وألقى سفير فنزويلا البوليفارية في الاحتفال كلمة تحدث فيها عن الروابط الوثيقة التي تجمع بين كوبا وفنزويلا وأشاد بالدعم الكبير الذي قدمته كوبا بتوجيهات القائد الثوري فيدل كاسترو والذي أسهم بشكل كبير في صمود فنزويلا في وجه العدوان الأمريكي الذي تجسد بالحصار والعقوبات ومصادرة الأموال الفنزويلية وأكد ان هذا الدعم ما زال مستمراً من قبل كوبا حتى اليوم. وعدد أنواع الدعم التي حصلت عليها فنزويلا من كوبا والتي تجسدت بدعم قطاع التعليم الذي أسهم في تقليص الأمية وصولاً إلى محوها.
كما ان الأطباء الكوبيين موجودون بكثرة في فنزويلا وتحديدا الأحياء الفقيرة الأمر الذي أسهم في تحسين الوضع الصحي في البلاد . وأكد ان مشاركته في هذا الاحتفال التكريمي لكاسترو في الذكرى 93 لميلاده تعكس مدى تقدير فنزويلا حكومة وشعباً للبعد الإنساني لكاسترو والشعب الكوبي بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة بين البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا النهج الذي تكرس في عهد الرئيس هوغو شافيز ما زال مستمراً في عهد مادورو ويتعزز باستمرار. وهذا ما دفعنا إلى بدء حملة ترمي للحصول على 13 مليون توقيع شعارها لا لترامب ونرفض الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ البحرية بهدف تطويعها وإجبارها على التراجع .
وألقى رئيس المركز الثقافي الأديب الياس عشي كلمة المركز فأكد ان طرابلس قارورة من ماء الورد وذاكرة تختزن الأيام المجيدة.. هذه الطرابلس الوفية تحتفي اليوم بميلاد فيدل كاسترو القائد الذي شغل الطغاة خمسين عاماً وخربط حياتهم وقلب المقاييس وحول كوبا من جزيرة إلى قارة وعاش تسعين عاماً حافلة بالتحدي والفروسية ملاحقاً حيناً سجيناً حيناً آخر ثم رئيساً صلباً عنيداً مقاوماً لأعتى قوة في العالم خرجت لتوها من حرب كونية مفتوحة الشهية لمصادرة حرية الشعوب وابتلاعها. فيدل كاسترو يحفظ معادلة تقول السجن ليس مخيفاً كذلك الموت فهما فاصلة بين جملتين رأها نبلاً في أفواه الجائعين ووشماً على سواعد أقيان الأرض… ولم يتعب من تعقب كل الفواصل المذبوحة بين كفر قاسم ودير ياسين وقانا فيما كان بعض أصحاب العباءات يضعون النقاط الأولى لعملية تطبيع لن تكون أبداَ. أذهلنا كاسترو وزرع في أحداقنا إرادة النسور… صار “خنازير الخليج” حكاية بها يبدأ تقويم آخر على روزنامة الانتصارات الكبيرة… المقاتل يمكن أن يموت لكن فكرته تبقى خالدة والأفكار ليست بحاجة إلى سلاح إذا حظيت بدعم الناس… أطلق مقولته الشهيرة : بدأت الثورة ومعي 82 شخصاً ولو اضطررت لتكرار ذلك لاكتفيت بعشرة أشخاص وإيمان مطلق.
وألقت كلمة ملتقى الشباب الجامعي الناشطة الشابة انعام بكور فأكدت ان البروليتارية ليست أن نزخرف الكلمات أو نطرزها … بل ان نكتب بحكمة البسطاء وتلقائية المتمرسين في مخبر الله القدري… وهذا ما أكده كاسترو ” ذلك الحالم كاسترو” آخر قلاع البروليتاريين وأيقونة ندوتنا.
يقول: كاسترو” أناضل لأنه لا يمكنني أن أنظر بلامبالاة إلى طفل يتسكع جوعاً … ولأنني لا أتحمل الظروف اللاانسانية التي يحيا بها الإنسان في وطني بشكل قسري” كاسترو كان معتنقاً للاشتراكية مؤمناً بها لاعناً ومعادياً للشيطان الرأسمالي الأميركي… يؤمن فيدل بالإنسان وبحقه في أن يكون نفسه ويكفر بكل ما يحوله إلى موضوع سيرورة الغريب… وما ان نقتنع ان دين كاسترو كان الاشتراكية سنتفق حينها حتماً على ان الثورة كانت صلاته وان هتاف الأممية كان المؤذن لإقامتها.
تلك الثورة التي جعلت من كوبا أممية بدءً من المجتمع الإنساني إلى الشركات ومصافي النفط أراحت ظهر كوبا في نهاية المطاف من ثقل الرأسمالية المفرطة السمنة كما انها بنت مجتمعاً كوبياً على مستوى عال من الوعي بذاته ومصيره وخياراته اذ لم تفلح كل جهود وأموال وسائل الإعلام لإقناع الكوبيين بالتخلي عن اشتراكيتهم بعد أن لمسوا فعاليتها بأيديهم وأدركتها عقولهم ووعتها… وما أحوجنا اليوم إلى ان يكون لنا في الشعب الكوبي الذي يجسد الامتداد الحقيقي لغايات كاسترو النبيلة أسوة حسنة … ما أحوج شابنا وخاصة الشباب المثقف الجامعي إلى الاطلاع على التجربة الكوبية التي دشن فيدل أولى لبناتها…
بعد ذلك جاء دور تقديم درع التكريم لسفير كوبا بكلمة مختصرة ألقاها منسق لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس جاء فيها: في آب الماضي كان اللقاء تحت عنوان بالدم نكتب لفلسطين. واليوم نلتقي لنكتب بالدم لكوبا. في آب الماضي كرمنا الشهيد غسان كنفاني واليوم نكرم سفير كوبا في ذكرى القائد الثوري فيدل كاسترو ونرحب بوجود سفير فنزويلا بيننا. انها التوأمة النضالية بين أحرار العروبة ومناضلي أمريكا اللاتينية . وكما اعتبر العرب ثورة كوبا ثورتهم اكد القائد الثوري كاسترو ان قضية فلسطين قضية أحرار كوبا وكل شبر من تراب أمريكا اللاتينية وهذا ما أعلنه شافيز وتبناه مادورو . البوصلة واحدة والعدو واحدا مجسدا بالإمبريالية الأمريكية والصهيونية الفاشية .
المقاومة المسلحة هي المدخل الوحيد لاستعادة الحقوق وتحرير الأرض والقضاء على الامبريالية المتوحشة والصهيونية الفاشية والإرهاب التكفيري والرجعية العربية. من فيحاء العروبة طرابلس الوفية لتراث الاجداد والآباء نعلنها صرخة مدوية : ستبقى كوبا وفنزويلا وفلسطين وكل أرض تواجه الاستعمار الامبريالي والصهيونية والإرهاب محور اهتمامنا وصولاً إلى تعزيز النضال المشترك الهادف إلى بناء عالم حر جديد. وكما كانت طرابلس عبر تاريخها ستبقى منارة الأحرار وقبلة الثوار تحمل راية الحرية وتؤمن بحق الشعوب في استعادة كرامتها وتحرير ترابها الوطني من مشاريع الهيمنة والحصار وصولاً إلى عالم تسوده العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
المجد لكاسترو وغيفارا وشافيز والنصر لمادورو والحرية لفلسطين ولتحيا المقاومة.
وبعد ذلك قدم رئيس الرابطة الثقافية رامز فري والشيخ عبد الكريم نشار رئيس الحركة العربية الناصرية وغزل خالد منسقة ملتقى الشباب الجامعي دروعاً تكريمية للسفير الكوبي الكسندر بيسر موراغا. واختتم الحفل بوصلة فنية تراثية قدمها الدكتور هياف ياسين ونخبة من طلاب وطالبات مدرسة النهضة الموسيقية للتراث ووصلة فنية وطنية قدمها الفنان الملتزم الدكتور وسام حمادة وفرقته.