يؤمن رئيس الرابطة الثقافية الصحافي الزميل رامز الفري أن معرض الكتاب يدخل ضمن المقاومة الثقافية التي تنتهجها طرابلس منذ زمن، وتصر عليها لمقاومة كل محاولات الاستهداف وكل عمليات إشاعة الفوضى في شوارعها بالانفتاح وبخلق مساحة فكر وحوار بين الجميع للوصول الى القواسم المشتركة لخدمة المجتمع والناس.
كل الظروف الصعبة وقفت في وجه معرض الكتاب الـ47، من جائحة كورونا الى السعر الهستيري للدولار الى الأزمات المعيشية والاجتماعية الى الاحتجاجات اليومية، وقد بلغت هذه المعوقات أشدها يوم الافتتاح حيث تلقى الزميل الفري نصائح عدة بالتأجيل أو بالالغاء، إلا أن المقاومة الثقافية التي آمن بها وسار عليها مع رفاقه أملت عليه الاصرار على أن يكون كل شيء في موعده الطبيعي، لأنه لا يمكن القضاء على الفوضى إلا بالعلم والمعرفة والحوار وهي كلها توفرها أيام معرض الكتاب الغنية بالمشاركين من دور النشر وبالنشاطات المواكبة وبتواقيع الاصدارات والكتب الجديدة.
يقول رئيس الرابطة رامز الفري لـ”سفير الشمال”: رغم كل الظروف الصعبة التي تعصف بلبنان عامة وطرابلس خاصة وفي ظل الاوضاع الاقتصادية والمالية والامنية والاجتماعية السيئة اصرت الرابطة الثقافية على اقامة معرض الكتاب الـ47 في طرابلس ايمانا منها بانه من الواجب على المؤسسات الثقافية ان تناضل من اجل خلق فسحة امل لدى المواطن، وخصوصا المواطن الطرابلسي الصامد في هذه المدينة العظيمة والتي يحاول البعض بين الحين والاخر تشويه صورتها، لذلك اصرينا على اقامة المعرض ايمانا منا بأن طرابلس كانت ومازالت وستظل مدينة العلم والعلماء ومدينة الحوار والوفاق والتعايش.
وحول التوترات التي رافقت إفتتاح المعرض يقول الفري: بالفعل يوم الافتتاح في 30 حزيران حصل تصعيد كبير في المدينة واعتقد انه كان هناك محاولات لاخذ المدينة الى مكان لا يحمد عقباه وقد تلقيت مئات الاتصالات بعضها للاستفسار ما اذا كان المعرض مستمر وبعضها يطلب التأجيل لان الاوضاع خطيرة في المدينة والبعض الاخر يعتذر عن الحضور لتعذر الوصول الى الرابطة بسبب قطع الطرقات، ولكن رغم كل ذلك قررت الاتكال على الله والاستمرار بالبرنامج كما هو وبمن حضر ولكن للحقيقة فوجئت بعدد الحضور الذي بلغ يوم الافتتاح رغم كل الظروف مايقارب 500 شخصا واكثرية الحاضرين اتوا مشيا على الاقدام حتى من ابي سمراء والقبة وكانوا مصممين على المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية لابراز وجه طرابلس الحضاري بعكس ماكان يحصل في الخارج وبالفعل نحن ممتنون لكل من حضر او اتصل داعما ومطمئننا.
وعن جدوى إقامة المعرض في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يضيف الفري: نحن نعلم تماما ان الحركة الاقتصادية تعاني من شلل تام في المدينة، لذلك لابد من بعض المبادرات لتحريك العجلة الاقتصادية في طرابلس ولو بشكل موسمي ومؤقت والمعرض يساعد على ذلك لما يتيح الفرصة لتشغيل بعض القطاعات من مطابع ومكتبات ودور نشر وبعض المهن المعنية بتجهيز المعرض واعطاء فرصة عمل لبعض الشباب والصبايا في الاجنحة المشاركة ولو بشكل مؤقت ونتمنى ان تبادر بعض المؤسسات الاخرى بمبادرات تعمل ايضا على تحريك الاقتصاد في المدينة
ويتابع ردا على سؤال: لا شك في ان تجهيز واقامة مثل هذا النشاط يتطلب جهدا كبيرا وامكانات مالية ولكن للحقيقة ليس هناك اي دعم رسمي او اي دعم سياسي، فنحن نؤمن تكاليف المعرض من المؤسسات المشاركة ومن المؤسسات التي ترغب بالمشاركة في الحملة الاعلامية للمعرض.
وعن سبب عودة المعرض الى مقر الرابطة: للتوضيح المعرض اطلق في الرابطة الثقافية عام 1974 وتم نقله الى معرض رشيد كرامي الدولي في العام 1998 ولكن لعدة عوامل تم اعادته الى مبنى الرابطة في العام الماضي ومن هذه العوامل جائحة كورونا والارتفاع الجنوني للدولار اذ اصبحت تكاليف التجهيز باهظة اضافة الى الفوضى التي تحصل بين الحين والاخر في المدينة.
وعن نشاطات المعرض يقول الفري: كما جرت العادة من كل عام يوحد برنامج مميز على هامش المعرض يضم اكثر من 24 ندوة ومحاضرة وامسية شعرية وادبية اضافة الى توقيع واطلاق اكثر من 70 اصدار جديد لمؤلفين وكتاب من مختلف المناطق اللبنانية والجدير ذكره ان اكثرية الندوات تحاكي الواقع وتتناول الازمات التي يعاني منها الوطن والمواطن مع اقتراح الحلول وتوصيف المشاكل كما تم تنظيم سومبوزيوم الرسم والنحت الخامس يوم الاحد والذي شارك فيه اكثر من عشرين فنانا من مختلف المناطق اللبنانية..